كاتبة إماراتية
«من نظرتها وأسلوبها تمكنتُ من معرفة نواياها الخفية»، «هي ليست طيبة، كما تزعم، وتحاول أن تظهر للجميع».. وغيرهما الكثير من الأحكام التي قد لا تليق أو تشوه صورة بعض الأشخاص، لأنها مبنية فقط على جوانب محددة، وظروف معينة، أو انفعالات غير مقصودة، لربما كانت في لحظتها خارجة عن السيطرة.
ولكن كم هي المرات التي غيّر فيها البعض حكمه السلبي على الآخر، لمجرد الاسترسال معه في الكلام، وكم من العداوات التي كانت غير مبررة، تلاشت من أول حوار أو موقفٍ عابر، ولكنه ترك بصمة إيجابية في حياة الأشخاص المحيطين به، وأجمل الأثر في نفوسهم.
لماذا لا نتبع استراتيجية فعالة في تقويم السلوك، قبل الحكم السريع على الآخرين؟
تخبرني إحدى السيدات، أنه من المحال أن تحكم على الناس من الوهلة الأولى، فهي تحسن الظن بالأشخاص لفترة طويلة، حتى يثبتوا لها العكس، لذلك تجزم ضرورة وضع الحدود الصحية، حسب البطاقات المرتبطة بحجم الود والعطاء والمواقف مع الآخرين، لتتمكن من المحافظة على قوة شخصيتها، ودوام صورتها المحببة والمقبولة لدى الآخرين.
فالبطاقة البيضاء تكون عادةً لعامة الناس، ولكن الخضراء تكون للمقربين جداً، والصفراء لمن تعتبرهم مرآتك الصادقة، الذين تذوب أمامهم جميع الحواجز، كالوالدين. أما البطاقة الحمراء، فهي للأشخاص السامّين، الذين تعدّهم مصدر خطر بسبب سلوكهم العدواني وأثرهم السلبي.
تذكر دائماً أنك حين تصنف الأشخاص بصدق وأمانة، تضمن عدم الظلم، وإطلاق الأحكام السريعة عليهم، بناءً على مشاعر ووجهات نظر أو أسباب غير واقعية.
لذا، لا تتسرع في إطلاق الأحكام، وأعطِ كل ذي حقٍ حقه، لأن الحكم المستمر على الآخرين بدون تفكير واعٍ، هو بالفعل داء عضال، لأنه يسهم في انعدام الود والسلام، وتقسيم الأفراد إلى تصنيفات متعدِّدة، فيصبح من كانوا أقرب الناس وأكثرهم حباً ورحمةً وتسامحاً، غرباء.
المصدر: البيان