كاتب سعودي
بعد حديثه مع بلومبيرغ قبل 3 أيام، فإنه لا صوت يعلو على صوت الأمير محمد بن سلمان في المحافل والملتقيات، تحدث بوضوح وصراحة، فألمح وصرح وأثبت وأكبت ورد وألجم فأقنع وأمتع وأسعد وأبكى، روى الحقائق فأسكت كل ناعق، قال كل ما يجب أن يقال فنال الإعجاب والإقبال.
هكذا نحن كلام ساستنا وقادتنا لم يكن يوماً بغرض اجتذاب الجماهير أو صناعة الشعبوية، ولم نتعود أن نسمع منهم شعارات القوميين أو اليساريين أو كتيبة الإسلام السياسي الزائفة، يدغدغون بها مشاعر العامة والبسطاء مثل «الإمبريالية والرجعية أو الموت لأمريكا والشيطان الأكبر»، لكنهم إلى ذلك يديرون علاقاتهم مع هذا الشيطان الإمبريالي والصهيوني من خلف الستار.
أما في المملكة فنتجنب هذا الحد من التكاذب والخداع، لأننا ندرك حجم أمريكا وقوتها وبالمقابل نعرف وزننا ومكانتنا وكيف ومتى نستعمل حكمتنا، وتقوم علاقتنا مع الجميع معلنة تحت الشمس ووفق المصالح المتبادلة، ذلك لأننا ندرك الواقع ونعرف الوقائع.
فالرئيس ترمب وأمريكا سيظلون أصدقاءنا وحلفاءنا، رغم كل التكسب الانتخابي الذي طالنا منه نحن ودولا أخرى، وكما قال الأمير محمد لبلومبيرغ معلقاً على بعض تجاوزات ترمب اللفظية «حسناً أنتم تعلمون أنه يجب تقبل مسألة أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظى بأصدقاء يقولون عنك أموراً جيدة بنسبة 100% حتى داخل عائلتك».
لقد جاء حوار الأمير محمد بن سلمان مع بلومبيرغ ليكون كعادة أحاديثه سيد الساحة ونكهة المجالس وعطر الصوالين، فقد غطى كل الشوارد وأجاب عن كل التساؤلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هذا هو الحوار الذي زاد وأفاد، وأثار النقع ولوى الأعناق.
المصدر: عكاظ