كاتب وأكاديمي سعودي
الأمية و الجهل يبدو أنهما مفردتان لا تتسقان مع واقعنا المعاصر. وحيث نسابق الزمن ونسرعُ الخطى ماضين قدماً نحو العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ، فإن أقنية العلوم والمعارف باتت تبحثُ عنا عوضاً عن أن نبحث عنها. في كل فريقِ عملٍ انضممت إليه خلال مسيرتي المهنية كنتُ حريصاً على أن أنشر ثقافتي الخاصة في أنه “لا عذر بعد اليوم” لأي عضو من أعضاء الفريق نحو تعلم الجديد من المهارات و الفنون و اكتساب الخبرات. لا عذر بعد اليوم لأحدهم حين يُكلَّف بأداء عملٍ ما فيدعي بأنه لا يعرف ! أو يتعلل بأن وقته أو قدراته تضيق تجاه الاستفاضة في فنٍ ما أو التبحر في آخر ! البشرية اليوم أمام بنك معلوماتٍ هائل . التكنولوجيا الحديثة أحالت المعرفة الإنسانية إلى جامعةٍ رقميةٍ ضخمةٍ محورها الإنسان، هو المرسلُ وًالمستقبِل، هو الأستاذ و الطالب، وهو الـمُفيد والمستفيد.
في عالم اليوم هاتفك الذكي يمكنك أن تحيله مكتبةً تحملها في جيبك ، و حاسبك المحمول هو شاشة العرض لحضور الدوراتِ التدريبيةِ التي لطالما حلمت بالجلوس على مقاعدها واجتياز ساعاتها لتضمينها في مسيرتك العلمية والمهنية، ناهيك عن جيلٍ جديد من روابط الشبكة العنكبوتية، يمكنها أن تجلب إليك تجارب الأمس تماماً كما يمكنها أن تسافر بك إلى عوالم الغد.
لا عذرَ لك بعد اليوم في وقتٍ ثمينٍ تضيعه على نفسك ، لا عذر لكَ أيها الإنسان في الوقوف مكتوف اليدين بينما قطار المعرفة يمضي بالناجحين من أمامك وخلفك. الكثير من الفرص والمزايا والنجاحات تنتظرك متى ما نقبت وفتشت في هذا الفضاء الرقمي عما يشبعُ نهمك ويرضي طموحك ويلبي ميولك .لا مجال للتأخير و التبرير والتسويف .
باختصار .. لا عذر بعد اليوم !
خاص لـ ( الهتلان بوست )