رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
الإمارات لا تسعى إلى التميز والتطور من أجل سمعة خارجية، ولا من أجل ضمان نجاحها في مقارنات مع غيرها من الحكومات، لا تفعل ذلك إلا لهدف واحد أعلنه مراراً رئيس الحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأكد عليه في كتابه «ومضات من فكر» حين قال: «وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، نعم فعملنا اليومي هو تحقيق السعادة».
حكومة الإمارات سعت منذ أن تولاها محمد بن راشد إلى تطوير نفسها وخدماتها لتسهيل حياة الناس، وعملت على تنفيذ هدف استراتيجي وضعه لها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، فالمواطن أولاً وثانياً وثالثاً، ومن أجله تعمل كل الوزارات والدوائر، وتحقيق السعادة والرفاه وتقديم أفضل الخدمات له هما وظيفة الحكومة الإماراتية التي تفخر بتقديمها للشعب.
ووفق هذه الأهداف تحولت الإمارات من الحكومة التقليدية إلى الحكومة الإلكترونية في عام 2001، واستطاعت تحقيق نقلة نوعية من خلال هذه الحكومة التي تقدم جميع خدماتها عن طريق الـ«أون لاين»، وتسابقت الدوائر المحلية والوزارات الاتحادية لتحقيق تطلعات القادة وتقديم أفضل الخدمات الإلكترونية للشعب، لكن محمد بن راشد لم يكتفِ بذلك، ولن يكتفي بما هو آتٍ، فالطموح عنده لا حدود له، وكلما وصل إلى قمة يتطلع إلى القمم التي تليها، هذا نهجه ومنهجه في الحياة، ولذلك فإن ما بين 2001 و2013، هناك 13 عاماً، وهي مدة طويلة جداً في فكر محمد بن راشد، لا يمكنه أن يبقى خلالها مراقباً التحول الإلكتروني، لذلك تحول على الفور إلى مرحلة ما بعد الحكومة الإلكترونية، ليعلن عن الحكومة الذكية (الحكومة الذكية هي حكومة لا تنام، تقدم خدماتها كل الوقت، كل الأيام، طوال أسابيع وأشهر السنة، حكومة تقدم خدماتها عبر الهواتف الذكية) بعد أن لمس التطور الحاصل في الإمارات على مستوى الاتصالات، الذي يجعل الإمارات مؤهلة أكثر من غيرها لهذا التحول المدروس، فنسبة انتشار الهواتف الذكية في الإمارات تفوق الـ50٪، وهي نسبة مرتفعة عالمياً، ومرشحة للزيادة بصورة كبيرة، وربما هذا ما دفع سموه إلى إمهال الوزارات عامين فقط للتحول الكامل إلى الحكومة الذكية قبل البدء في حفلات الوداع لمن لا يصل إلى الهدف في الوقت المحدد.
الإمارات تفعل ذلك من أجل إسعاد شعبها، وخدمته طوال الوقت، ولا أعتقد أن حكومة محمد بن راشد في سباق مع الآخرين، بل الوزارات في سباق مع النفس لتطوير النفس، ولم تهتم يوماً بردة الفعل الخارجية، ولا أعتقد أنها تهتم بمقارنتها مع حكومات أخرى، فالمنافسة هنا في الإمارات تهدف إلى الإفراط في خدمة الشعب، ولا أعتقد أنها بمفهومها هذا تنطبق على الآخرين، لذا فلا منافسة ولا مقارنة!
ومع ذلك لم يحجب محمد بن راشد يوماً خبراته، وخبرات الإمارات، عن أي شقيق أو صديق، بل أعطى توجيهاته لجميع الدوائر المحلية في دبي والوزارات الاتحادية، بتقديم المعلومات والخبرات والتجارب لكل من يطلبها من الإخوة العرب، بل وصل الأمر إلى نقلها وتطبيقها بحذافيرها في دول أخرى، من دون مقابل، فأي تطور في بلاد عربية نعتبره تطوراً ونجاحاً للإمارات، وهذا ما يؤكد عليه دوماً نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
المصدر: الامارات اليوم