لفتة حضارية وإنسانية ليست بالجديدة على قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسموه يستقبل في برزته الأسبوعية بقصر البحر المهندس العراقي سنان الأوسي المقيم في دولة الإمارات، مشيداً بمبادرته الطيبة تجاه مجتمعه، حيث قام وبجهد شخصي بزراعة الأشجار والاعتناء بها في أحد شوارع إمارة أبوظبي «تعبيراً عن محبته ومسؤوليته تجاه المجتمع وتشجيعاً على استدامة الموارد».
جهد قال فيه سموه: «نقدر مثل هذه المبادرات الخيرة التي تستحق الثناء والتكريم»، مشيراً إلى «أن كل من يقيم على أرض الإمارات هو شريك في مسيرة تنميتها».
لفتة إنسانية وحضارية تجسد دروساً يومية يقدمها سموه لتقدير من حولنا ممن يحرصون على رد ولو جزء يسير من الدين الكبير الذي يطوق أعناقنا جميعاً تجاه هذا الوطن الغالي، لفتات من روح الاتحاد وروح قيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس فينا حب الخير وحب الآخرين، وأنه «ما جزاء الإحسان إلا الإحسان»، ومن تلك الروح كان تكريم سموه وفي «البرزة» ذاتها من قبل لعامل يعمل في ديوانه أمضى زهاء ثلاثين عاماً في الخدمة بمناسبة تقاعده وعودته لموطنه الأصلي، داعياً إياه لنقل تحيات سموه لعائلته وترحيبه بهم «في أي وقت لزيارة وطنهم الثاني»، ومن تلك الروح انبجست أهداف وغايات «جائزة أبوظبي» التي تأسست بتوجيهات سموه وتكرم سنوياً أصحاب المبادرات الخيرة من أبناء وبنات الدولة والمقيمين والمقيمات فيها، وقدمتها لنا، فشاهدنا ذلك الطفل الجنوب أفريقي الذي أطلق مبادرة لجمع الأكياس البلاستيكية من الصحراء حتى لا تختنق بها الإبل، وغيره من النجوم الذين حلقوا بمبادراتهم عالياً في سماء المبادرات والبذل والعطاء في «بلاد زايد الخير» عاصمة الخير والتسامح.
كانت فرحة الأوسي لا توصف بلقاء صاحب السمو رئيس الدولة، معبراً عن «شكره وتقديره لاهتمام سموه بتشجيع المبادرات الشخصية المجتمعية التي تعزز ثقافة الحفاظ على الموارد واستدامتها وروح المسؤولية تجاه المجتمع».
تلك هي روح الاتحاد التي أشرت إلى صورة الأوسي من خلالها عبر هذه الزاوية في اليوم الأخير من شهر مايو الماضي، ونستحضرها في كل لحظة، ونلمسها في حرص كل إماراتي على أن يضيف لدعائم الصرح الشامخ بعمل فذ واستثنائي يقدم جديداً للريادة الإماراتية، وتمتد لكل مَنْ «يعتبر الإمارات وطناً له»، كما تؤكد دائماً قيادتنا الرشيدة، وذلك بعد أن أضاء شاعر الوطن جمعة الغويص لمتابعيه على المبادرة الإنسانية والبيئية للمقيم الستيني المتقاعد، الذي حرص على شغل وقت تقاعده، بزراعة وري مساحة شاسعة من الشارع الذي يطل عليه من شقته ببناية في أحد أحياء أبوظبي، حيث زرع 105 من أشجار جوز الهند والتي يستغرق نموها وإثمارها نحو 30 عاماً، ومثلها من أشجار «البلوميريا»،
الشكر والامتنان لبوخالد لهذه اللفتة الحضارية والإنسانية المتجددة والتحية والتقدير لكل من حرص على ترك أثر طيب على أرض الطيب والوفاء «بلد زايد الخير» حماها الله وحفظ شيوخنا الكرام ومن سكن «البيت المتوحد».
المصدر: الاتحاد