مستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
■العرب مشغولون جداً هذه الأيام، بإخفاقاتهم في الدورة الأولمبية الحالية في ريو دي جانيرو، التي حقق فيها أبطال أميركا نتائج مبهرة، أكدوا بها للعالم أنهم الأجدر باحتلال المركز الأول، وهو التخطيط الذي (اشتغلوا) عليه منذ سنوات، وكيفية إبعاد أبطال روسيا إبان موافقة المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، بأنهم يسعون لكسر وضرب كل من يريد أن يتفوق على «ماما أميركا»، وهذا ما نراه الآن من تميز واضح لأولاد العم سام، الذين تم إعدادهم وفق أسلوب علمي مقنن، وهو ما كان له تأثيره البالغ في مواصلة السباح الأميركي مايكل فيلبس أسطورة الألعاب الأولمبية، إحراز ميداليته الـ26 في دورة ريو 2016 الصيفية، معززاً رقمه القياسي، وذلك بعد تتويجه بطلاً لسباق 200م متنوع، وهذه الميدالية الذهبية الـ22 لفيلبس (31 عاماً) في مشواره ضمن دورات الألعاب الأولمبية، كما هي الذهبية الرابعة لفيلبس في ريو، وستكون الفرصة متاحة له أيضاً في تحقيق ذهبية خامسة، عندما يخوض سباق 100م فراشة، وقد نال فيلبس في الدورات السابقة 6 ذهبيات في أثينا 2004 و8 ذهبيات في بكين 2008 و4 ذهبيات في لندن 2012، وفضيتين في لندن 2012 وبرونزيتين في أثينا 2004، وبات فيلبس الملقب بـ «الدولفين البشري»، في طريقه إلى فرض نفسه سيداً للألعاب الأولمبية مرة أخرى، وهو الذي عاد قبل عامين عن الاعتزال، بعد الأولمبياد الأخير في لندن، واضعاً نصب عينيه استعادة ما فاته والتألق من جديد، في أولمبياد ريو دي جانيرو، ونجح الأسطورة فيلبس في رهانه، إنه حقاً نجم عالمي كبير، لا أحد يستطيع أن يصل إلى قدراته الهائلة.
■وبدأت الاتهامات تظهر في كل الدول العربية، وحتى الذين حصلوا على ميدالية برونزية واحدة، لم تقنع الرأي العام، فالنقد نالهم، كل بطريقته، فلم تعد هناك أسرار اليوم، بعد أن سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي، وأعطت مساحة الحرية بدرجة كبيرة، فأصبح الكل ينتقد الأخطاء، وسارت هذه الوسائل في غاية الأهمية في تحديد المواقف، وتغيير الأفكار، وهذه الشبكات أدت دورها ليس فقط في التأثير على الحياة الرياضية، بل لعبت دوراً كبيراً حتى في الحياة السياسية العسكرية، كما حصل في كثير من دول الربيع العربي، وأيضاً ما شهدته تركيا إبان الانقلاب الأخير.
■إذاً، لماذا الغضب العربي عام، مع العلم أن النتائج معروفة مسبقاً، فليس هناك مقارنة بين الرياضة العربية الهاوية وبين الاحتراف بمعناه الصحيح، وليس (الشو) والاستعراض، وصارت هذه الدول المتقدمة لا تعرف إلا شيئاً واحداً فقط، هو التخطيط والعمل والدراسة والمتابعة والتقييم أولاً بأول، وبالمناسبة، التقاليد الأولمبية تنص عندما يخسر الفريق أو اللاعب يغادر الدورة مباشرة، ويكون هذا بمثابة عقوبة من اللجنة الدولية، بينما نحن العرب، نصر على البقاء بحجة الحجز والطيران، فالسياحة في البرازيل، لن تتكرر عند البعض، وما أدراك ما ريو دي جانيرو.
■ما حدث في الألعاب الأولمبية، ضربة ولكمة قوية في وجه الرياضة العربية، وفي النهاية حصدنا عدداً محدوداً من الميداليات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة فقط!! فالحال مثير ومخجل نتيجة الخيبة الأولمبية للاعبينا!! وسلامات يا عرب.. والله من وراء القصد.
المصدر: البيان