“لماذا أحبك ؟.. كيف تخر بروقي لديك.. وتتعب ريحي على شفتيك.. فأعرف في لحظة بأن الليالي مخدة.. وأن القمر جميل كطلعة وردة.. وأني وسيم لأني لديك”.

كانت هذه الأبيات الرائعة من قصيدة “أبيات غزل” للشاعر الراحل محمود درويش و كلما قرأتها يراودني هذا السؤال لماذا الحب ؟ أو كما قال شاعرنا الراحل لماذا أحبك ؟

ولست هنا للغوص في أعماقه فهناك المختصون و أساتذة العشق وعلم الحب، لكني هنا في رحلة سريعة لشواطئه، متأملا أن أبلغ مرافئه وقد فهمت بعض أسرار أمواجه!

الحب كالحياة ، كلما كبرنا، كلما تعلمنا فك شفراته، وعلمنا بعدها معاني الحياة

فقط تخيل الحياة بدون حب!

عندما تتأمل في معاني الحياة تجد أن القيم الإنسانية الأصلية من أساساتها و تربط العواطف فيما بينها و يسرى دم الحب في أجزائها. بعمق معنى الحياة، يأتي معنى الحب. هذه العلاقة الأزلية تجدها واضحة في مسيرة البشر كلما أمعنت في التأمل كلما اكتشفت قوة الحب. تاريخ الحياة يبدأ أزليا بتاريخ الحب.

في الحب يتساوى الكبير والصغير وتتلاشى حينها الأعمار، لا فرق بيننا عندما تدق عاصفة الحب قلوبنا، بمقدور الحب أن يساوينا عندما تبعثرنا التصنيفات وتفرقنا الحياة. لا تبتئس! ففي جدول الحب لكل منا خانته.

الحب كالفصول، يتعاقب عليك، ينساك فترة وثانية يرجع إليك.

قيم الحياة الأساسية لا تخلو من الحب، وهناك الكثير من المشاعر مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر مع الحب ، قد تكون السعادة من أهمها و الأمل إحداها والغضب عنوانها والخوف من مميزاتها. جميع هذه المشاعر وقودها هذه الكلمة التي تتكون من حرفين ويتجاوز معناها معجم لغة بأكمله. إحدى أهم أسرار الحب هو الاهتمام بالطرف الآخر، قد يكون الاهتمام بالآخر الوصفة السحرية الأجدر نفعا في عالم الحب ، تجد ثمارها بمجرد بذر بذورها.

الاهتمام ليس قصيدة تكتبها لكنه عملا تنفذه و فعلا تقوم به.

بعض أنواع الحب يعطيك أسراره متأخرا ، بعد الفراق بدقائق

لن تلمس الحب أبدا و تعرف ماهيته، لا تتعب نفسك ! كيف تفسر ما لا يفسر، كيف تعرف ما عجز العارفين عن فهمه ! طريق الحب كالدائرة أينما بدأت انتهيت. يتداخل الحب فينا و يرتبنا أحيانا و أوقات أخرى يبعثر ما رتبه فينا.

الحب ذلك الخليط من نظرات حانية لا نعرف ترجمتها وأحضان دافئة في شتاء مشاعرنا وأحاسيس عابرة في صمت قلوبنا، هو ذلك الوقت الجميل الذي يجمعنا بهم، هو لوحات الغروب في ابتساماتهم و تلك الضحكات الصادقة من قلوبنا لقلوبهم، الحب هو أن نكون معهم عندما لا نكون معهم، هو مزيج من الشوق الجميل واللهفة الجميلة والحنين الأجمل لهم، هو أثمن هدايا الوجود لنا، والخيط الذي بربطنا بهم.

همسة أخيرة

كلما تذكرتك، عرفت كما أنا محظوظ بك

يسألني صاحبي من هي ؟

و يجيب قلبي.. زوجتي