رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
لماذا انطلق «مسبار الأمل» إلى المريخ؟ ولماذا خططت ونفذت دولة الإمارات هذه الخطوة العلمية المتقدمة جداً؟ ولماذا المريخ؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير، ترددت منذ الإعلان عن مشروع مسبار الأمل، وحتى يوم أمس عندما انطلق الصاروخ الياباني حاملاً المسبار ليضعه في مساره بنجاح، ولمن يريد معرفة إجابة تلك الأسئلة بشكل واضح ومباشر وصريح، فعليه أن يسمعها من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، فبماذا أجاب سموه، حول أسباب قيام الإمارات بهذه الرحلة التاريخية الاستثنائية؟
طرح سموّه خمسة أسباب تدفع دولة الإمارات للقيام بهذه الرحلة الاستثنائية، كأول دولة عربية تذهب إلى الفضاء الخارجي، حيث توقف سموّه عند السبب الأول، قائلاً: «سنذهب للمريخ لأن برامج الفضاء هي بوابة للعلوم، وهي بوابة لبناء العلماء، ولا مستقبل لنا بدون العلم.. ولا مستقبل لنا بدون المعرفة».
والسبب الثاني: «سنذهب للمريخ لأننا نريد أن نغرس في شبابنا وشاباتنا ثقافة جديدة.. بأنه لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين.. وبأننا إذا عزمنا نفذنا.. وإذا حلمنا حققنا أحلامنا».
أما السبب الثالث، فهو «لأننا نريد أن تكون دولتنا في مقدمة النهضة العلمية العربية.. رحلة المريخ هي رسالة أمل للعرب جميعاً.. بأننا نستطيع أن ننافس العالم في التكنولوجيا والعلم والمعرفة.. والإمارات تقود اليوم التحوّل المعرفي العربي».
أما السبب الرابع، الذي حدّده سموّه فهو: «سنذهب للمريخ لأن المريخ وسيلة لغاية أكبر، غايتنا ليست بناء مسبار وإطلاقه، غايتنا بناء إنسان، هي رحلة بدأها الشيخ زايد، والشيخ راشد، لبناء الإنسان، واليوم الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد، يكملان بناء الإنسان بعلمه ومعرفته وقدراته وطموحاته التي تصل للسماء».
ولخص سموّه السبب الخامس بالقول: «سنذهب للمريخ لأننا نريد أن نبدأ رحلة جديدة في دولتنا.. رحلة الـ50 عاماً القادمة.. 50 عاماً مضت في دولة الإمارات.. حيث بدأنا من صحراء بلادنا.. ونريد الـ50 عاماً القادمة أن تبدأ من صحراء المريخ.. لأننا شعب لا يعرف المستحيل.. ولا شيء يمكن أن يقف أمام طموحاتنا العالية».
أجوبة وافية وشاملة، ويبقى السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه نحن على كل من يتساءل عن سبب ذهابنا إلى المريخ: لماذا لا نذهب؟ ما الذي يمنع دولة طموحة لديها إصرار وعزيمة، ولديها رؤية وأهداف تطويرية لا حدود لها، أن تضع بصمتها العلمية بين الكبار؟
«مسبار الأمل» الذي انطلق بنجاح نحو الكوكب الأحمر يروي في كل لحظة، وفي كل ثانية من ثواني رحلته الطويلة، قصة نجاح دولة صغيرة الحجم، عظيمة الطموح، كثيرة الإنجازات، دولة لم تكتف بالأحلام، بل تسعى لتحويل كل حلم إلى حقيقة وواقع، دولة لا تعترف بالشعارات الفارغة والكلمات الرنانة، بل تسعى لكتابة تاريخ جديد، جعلها تصطف بفعلها وإنجازها مع الكبار في نادي الكبار، نادي الفضاء الذي لم يطرقه العرب من قبل، لتمثل جميع الأمة العربية والإسلامية في هذا النادي المتقدم جداً.
المصدر: الإمارات اليوم