رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
بالنسبة لي كمواطن إماراتي، فإني لا أكترث بما يفعله رئيس أو قائد في بلده، وسواء كان ذلك الرئيس ناجحاً أو فاشلاً فذاك شأنه وشأن شعبه، أمّا أنا فلا أرى في الكون كله من هو أفضل من وطني، ولا من هم أفضل من قادتي، ولا يمكن أبداً أن أجعلهم يوماً في موقع مقارنة أو مفاضلة مع غيرهم، لأنه وبكل بساطة لا يوجد أي داعٍ أو مبرر للمقارنة، فالأمر واضح وضوح الشمس، ونور الشمس لا يحتاج إلى برهان لوجوده!
بالتأكيد لم نصل هنا في الإمارات إلى مرحلة الكمال في كل شيء، كما هو شأن جميع دول العالم، لا يوجد كمال كامل، ولكنها ممارسات مختلفة، تنجح في مكان وتفشل في مكان آخر، المهم أننا هنا في الإمارات نفخر بأننا نعيش في واحدة من أرقى دول العالم، وأجملها، وأكثرها أمناً وأماناً واستقراراً، ولا ينقصنا شيء لا تستقيم الحياة من دونه، وهذا في حد ذاته يساوي الدنيا وما فيها!
لا نعيش هنا على أوهام، وأحلام، ووعود انتخابية، ولا يوجد لدينا قائد يستغل بسطاء الناس في تحقيق مصالح شخصية، وقادتنا وحكامنا مارسوا صلاحياتهم من أجل إسعاد الشعب، مارسوها بحب وإخلاص، لمصلحة الشعب ومن أجل الشعب، لا من أجل السلطة والسيطرة على مقدرات الدولة!
نواكب التطور، ونتابع ما يجري في العالم، ونبحث عن أفضل الممارسات، لنجربها، لا نقف عند نقطة معينة، ونسعى للتغيير إلى الأفضل بشكل مستمر، هذه هي السياسة الواضحة في الإمارات، وهذه مسؤولية كل مسؤول وموظف أينما كان موقعه، ومهما كان منصبه، فنحن جميعاً نعمل من أجل بناء الوطن ورفعته، كل في مجاله يتطور ويطور.
نعمل جميعاً، حكاماً وقادة وشعباً، من أجل إمارات المستقبل، ومن أجل حياة أفضل للأجيال المقبلة، لا همّ لنا غير ذلك، ولا نهتم بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، لأن الإمارات هي مسؤوليتنا الأولى والأخيرة ولا نملك وقتاً كي نضيعه في الانشغال بغيرنا!
لا يعني ذلك أن نكون مغيبين عن العالم، ولا يعني ذلك أن ننفصل عن الأحداث من حولنا، هذا غير معقول بالتأكيد، ولكن لا داعي إلى الحماس الزائد على اللزوم، ولا داعي للتحيز غير الطبيعي لدولة أو رئيس، أو لتجربة قد تنجح أو تفشل، فلا مصلحة مباشرة تعود علينا جراء نجاح رئيس في دولته أو فشله، ولن نستفيد شيئاً من بقاء نظام أو زوال نظام، لا يهمنا ذلك، ولن يفيدنا ذلك، لأننا نعيش في دولة راقية يتمنى العيش فيها ملايين من البشر، في حين أننا كإماراتيين لا نتمنى أن نعيش في مكان آخر غير الإمارات، أليس في ذلك دلالات كثيرة!
ننفتح على العالم، ونحتفظ بعلاقتنا المميزة مع جميع الأشقاء والأصدقاء، نفرح لفرحهم، ونألم لمصابهم، نتعاون معهم، ونعينهم عند كل أزمة، كل ذلك وأكثر تفعله الإمارات بصدق وحب مع مختلف دول وشعوب العالم، لذا فهي لا تستحق من العالم سوى الحب.
لن نكون مثاليين زيادة على الحد، ولن ندعي أن جميع دول العالم تحبنا بصدق، هذه المثاليات غير موجودة في السياسة والعلاقات الدولية، وهذا أمر طبيعي، هناك من يكرهنا ويحقد علينا، وهناك من يتمنى زوالنا، وهناك من يتمنى أن يسيطر على ثرواتنا وينهبها، وهناك من لا يريد الخير لنا، وهناك من يجاملنا لمصالح آنية، والذكاء يكمن في معرفة نيات كل منهم، والتعامل معهم بحذر وفقاً لهذه النيات، لذا فلا داعي أبداً لأن نتحمس كشعب بشكل زائد على الحد لمن لا يريد لنا الخير والاستقرار، فلنعلم بأن السياسة أفعال أكثر منها تصريحات، وكل فعل له دلالات ومعنى، وأفعال من يكرهنا واضحة، فهل من المنطقي أن نهتم ونهلل ونبجّل من لا يريد لدولتنا الخير!
المصدر: الإمارات اليوم