كاتب و ناشر من دولة الإمارات
الوقت عملة حياتك، وهي العملة الوحيدة التي تملكها، وأنت وحدك تستطيع أن تحدد كيف يمكن أن يُنفَق، فاحرص على ألا تدع آخرين ينفقونه بالنيابة عنك كارل ساندبرغ
بعض الأسئلة تحتمل عدة أجوبة وبعضها قذائف مرسلة، تفجر فينا كل الأسئلة! نعيش في نظام كوني معقد أحد أركانه الزمان وقد يكون الزمن مصطلح يصعب تفسيره لاختلاف وجهات النظر والقياسات حوله، هناك الكثير من الخيال عندما يتعلق الأمر بالزمن،فهناك نقطة اللاعودة وهنالك أيضا مقدار يتناقص ويختفي شيئا فشيئا، وفي تعريف آخر للزمن أنه أحداث تتوالى والمسافة الفاصلة بينها هي الوقت وموضوعنا هنا هي “الثانية” تلك النقطة البسيطة الصغيرة على جدار الزمن التي يقاس بها الوقت.
انظر إلى قوة الثانية الواحدة وما تقدر أن تفعله في وقتك القصير جدا قد يغير حياتك بأكملها. هناك كم كبير من الأحداث تحدث دائما لنا يتحكم الوقت في مجرياتها، ماذا لو تقدمنا قبل موعدنا أو تأخرنا! مالذي سينتظرنا ؟ ماذا لو قررنا أن نعبر إلى الضفة الأخرى من أحلامنا، هناك من تفقده في ثانية وتجده في ثواني، هناك ابتسامات أهديت لك وتسلمها غيرك ونظرات اقتنصتها لم تكن لك، عرفت بها أسرار من حولك، في ثانية تلتفت وترى أشياء ولو التفت بعدها بثانية لرأيت أشياء مختلفة، الشارع المتحرك أمامك ليس لوحة جامدة معلقة توجد حياة تنبض في كل أرجائه وأحداث تجري في كل أجزائه وأنت أيها الواقف بصمت تنتظر دورك في العبور جزء أساسي من هذا الحراك.
ماذا لو أن الفجر تأخر ثانية عن موعده؟
وهناك من كان على الموعد ينتظرك و معه الليل ينتظر ، سيبقى الظلام ضيفاً لثانية أخرى، حينها كل الاحتمالات واردة ومع الوقت لا يوجد عذر مقبول!
يالقسوة هذه الثانية تتأخر لحظة ونفقد أعزاء، تأتي قبل الموعد ونلتقي بغرباء!
لو تأخر الوقت ثانية واحدة.. لكان قدرنا أن نلتقي وما كان الفراق خيار، كانت ستكون نظرة لقاء كيف قلبتها ثانية واحدة لنظرة وداع ! عرفت بعدها أن ما بين الابتسامة والدموع خيط رفيع.
لا يمكن إيجاد الوقت الضائع أبداً بنيامين فرانكلين
دائما يعطينا الوقت فرصة أخرى وعندما تضيع هذه الفرصة نتفاجأ بكمية الفرص الأخرى المتوفرة التي تتكاثر بين ثنايا الثواني، كم أنت كريم يا وقت بالثواني والفرص وكم أنت سريع في عبورك وكم أنت قاس بنسيانك.
مع الوقت كل الاحتمالات واردة وغير واردة ، هناك حياة مختلفة قبل الثواني وبعد الثواني يوجد أكثر من سيناريو لخطوط حياتك، الله فقط يعلمها ويعلم أسباب خياراتك.
عند مفترق أي طريق وعندما تقرر أن تنعطف يمينا أو تتجه يساراً، تذكر أنك الآن تختار ما بين حياتين! وكما قيل قديما أن من يتخذ القرارات هو من يملك الوقت لا من يملك الموهبة.
المصدر: جريدة الاتحاد