- ولد في مكة المكرمة، حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فيزياء الطاقة من بريطانيا، وعلى دبلوم العلوم الاقتصادية من جامعة ستانفورد بأمريكا. - تقلد عدة مناصب أخرها وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة، عضو العديد من المجالس والهيئات. - ألف كتاب عن العولمة، وترجم اتفاقات المنظمة إلى اللغة العربية. - يعمل حالياً مستشاراً خاصاً في القطاعين الحكومي والخاص.
لو كنت إيرانيا لشعرت بالمهانة والخذلان، نتيجة تراجع مصداقية طهران المزعومة، وضياع مكانتها المهزوزة تحت قبة الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، خاصة بعد أن كشفت 193 دولة أممية القناع عن أطماع طهران التوسعية، فقضت على أحلامنا 14 دولة سيادية، وامتنعت عن التصويت دولة واحدة فقط، تشابكت مصالحها الشيوعية مع مصالحنا الفارسية لتتلطخ أيدينا بدماء 300 ألف شهيد عربي مسلم في سورية، وتتدنس سمعتنا أمام شعوب الأرض قاطبة.
ولو كنت إيرانيا لاستسلمت ذليلا محسورا أمام أكاذيب ومراوغة فضائحيات سيد “المنار”، ونفاق مرتزقة قناة “الميادين”، وتلفيق قنوات الضلال مثل “العالم” وباقاتها الشيعية التي تكشف على الهواء مباشرة خداع حكومة طهران، وفساد ذيول الممانعة وكساد عصابات المقاومة في سورية والعراق ولبنان واليمن.
فبعد الاطلاع على نتائج مفاوضات برنامج إيران النووي التي استمرت 12 سنة وانتهت في ساعة متأخرة من ليلة كذبة أبريل الجاري بمدينة “لوزان” السويسرية، اكتشفنا فشل المفاوض الظريف في إقناع الدول الست الكبرى بأهداف حكومته النووية. فرغما عن أنف مرشدنا الذي فقد رشده، وسيادة ملالينا الذين أفقدونا سيادتنا، أرغمتنا هذه الدول على تخفيض عدد أجهزتنا الخاصة بالطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم من 19000 إلى 6104 أجهزة، وأجبرتنا على التعهد بعدم تشغيل سوى 5060 منها فقط، بموجب اتفاق نووي شامل، سيتم بعده تأديبنا تحت البند السابع لو رفضنا التوقيع عليه بحلول 30 يونيو القادم.
ولو كنت إيرانيا لشعرت بالخزي والعار بعد أسبوع من ليلة كذبة “لوزان” عندما أصدرت الدول الستة الكبرى وثيقتها الرسمية لتشرح فيها نصوص الاتفاق.
فعلى عكس ما اختلقه الوزير الظريف عن نجاح مواقفه التفاوضية الهزيلة، أكدت الوثيقة صراحة على أن: “العقوبات على إيران قد تبقى في مكانها بموجب هذا الاتفاق بسبب استشراء إرهابها الدولي، وانتهاكاتها المخجلة لحقوق الإنسان، وامتلاكها الصواريخ الباليستية طويلة المدى”.
وأضافت الوثيقة أن مفاوضنا الظريف وافق على: “مواصلة عمليات التفتيش القوية لمفاعلات طهران النووية لـ25 عاما، إضافة إلى تقليص مخزونها من اليورانيوم، البالغ 10000 كيلوجرام إلى 300 كيلوجرام، بنسبة 3.67% لـ15 عاما”.
كما جاء في الوثيقة أن إمبراطورية فارس رضخت لمطالب الدول الكبرى: “بوضع جميع أجهزة الطرد المركزي والبنى التحتية للتخصيب في مستودع تحت مراقبة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وألا تبني طهران أي منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم لـ15 عاما”.
ولو كنت إيرانيا لأُصِبتُ بالغثيان من تشدق ذيل شيطان فارس في لبنان، الذي يتخفى في وكره ووراء عمامته نتيجة فضائح التعاون العسكري الإيراني مع إسرائيل.
فلم أكن أعلم كمواطن إيراني أن سقوط الطائرة الأرجنتينية بتاريخ 18 يوليو 1981، التابعة لشركة “أروريو بلنتس”، كانت تنقل السلاح بين إسرائيل وإيران، إلا بعد تأكيد صحيفة “التايمز” البريطانية أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة من إسرائيل خلال الفترة من 16-18 يوليو 1981.
وهذا ما أكده اعتراف الرئيس الإيراني السابق “أبو الحسن بني صدر”، في مقابلته مع صحيفة “هيرالد تريبيون” الأميركية في 24 أغسطس 1981 بأنه كان: “على علم بوجود علاقة وطيدة بين إيران وإسرائيل، وكتم أسراره لتخوفه من مواجهة مرشد إيران بتورطه الفاضح في هذه العلاقة الهادفة إلى إضعاف العراق”.
ولو كنت إيرنيا لأُصِبتُ بالأسى والإحباط من خيانة حكومتي ومعاداتها للعالم أجمع، بسبب طموحاتها الشاذة، ما أدى إلى تكبدنا خسائر مريرة نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض علينا منذ أكثر من ثلاثة عقود.
فقبل تسلط ولاية الفقيه على الحكم في عام 1979، كانت إيران تتربع المركز الـ29 كأكبر اقتصاد بين دول العالم، وثالث أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، لامتلاك طهران 10% من الاحتياطي العالمي للنفط و15% من الاحتياطي العالمي للغاز.
واليوم بعد 36 عاما على حكم الملالي، فقدت إيران 40% من صادراتها النفطية وخسرت عملتها 400% من قيمتها أمام الدولار، وتراجع ناتجها المحلي الإجمالي إلى حدود 112 مليار دولار سنويا، وارتفعت البطالة بين أبنائها بنسبة 25%، وتفاقم مستوى التضخم في أسواقها أيضا بنسبة 25%.
ولو كنت إيرانيا لشعرت بالغضب والاستياء من أهداف حكومتي الفوضوية التي حولت 63% من أراضي بلادي الزراعية إلى أراض قاحلة، ما اضطرنا إلى استيراد غذائنا من عدوتنا اللدودة أميركا بنسبة 30% سنويا وبقيمة تفوق 100 مليون دولار. هذا إضافة إلى إغلاق 32% من مصانعنا، ليتراجع إنتاجنا بنسبة 42%، وإغلاق 51% من شركاتنا التجارية، وهروب أكثر من 176 مليار دولار من رؤوس أموالنا، وتفاقم خسائر مصارفنا بحدود 130 مليار دولار، ليتراجع اقتصادنا للمرتبة الـ140 من بين أكثر الدول في النمو الاقتصادي، والمركز الـ162 في تدفق الاستثمار.
ولو كنت إيرانيا لأُصِبتُ بالذل والعار من انتشار ظاهرة الرذيلة بين نسائنا وتعاطي المخدرات في مجتمعاتنا، نتيجة تفاقم التضخم بنسبة 33%، وزيادة أسعار السكن إلى حدود 83%، وارتفاع نسبة البطالة إلى 26%، إضافة إلى تشتت المجتمع المدني وشيوع الفكر الإلحادي بين المراهقين. ففي العام الماضي ارتفعت عدد قضايا الرذيلة المضبوطة في طهران فقط إلى 42 قضية يوميا، وفاق عدد العاملين فيها 600 ألف امرأة، وهذا أدى أيضا إلى انتشار المخدرات بين جيلنا الجديد وارتفاع عدد المدمنين إلى مليونين ونصف مليون شخص.
لو كنت إيرانيا لاختبأت مع شيطان فارس في وكره في لبنان، وطمرت وجهي مع سيد الممانعة وعصابات المقاومة بتراب الخذلان والهوان.
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=25975