«لينكد إن» الوسيط الإلكتروني للباحثين عن الوظائف

منوعات

لم تقتصر وسائل الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية على عملية بث الأخبار الفورية، والتفاعل السريع مع الأحداث، أو التسلية والترفيه فقط، بل تعدتها إلى أن تكون أداة فعالة في عالم الأعمال، وجهازاً مسانداً لأصحاب الشركات ومسؤولي الموارد البشرية، ذلك ما حققته الشبكة الاجتماعية الأشهر في مجالها «لينكد إن».

إذ حققت هذه الشبكة الثورة الانتقالية في أغراض وأهداف الدخول في عالم الشبكات الاجتماعية، فأصبح مجرد الحصول على حساب في «لينكد إن» عاملاً مؤثراً في الحصول على وظيفة أفضل، أو طريقة مثلى في تنمية الشركات، من خلال اجتذاب الكفاءات المحترفة إلى طاقم العمل فيها، أو كما وصفتها مجلة فوربس بأنها أكثر أداة متطورة ومفيدة للباحثين عن الوظائف والأعمال المهنية.

فيبدو أن «لينكد إن» التي تأسست عام ٢٠٠٢ حققت قفزات سريعة في اجتذاب المشتركين، ففي كانون الثاني (يناير) 2013 أعلنت الشبكة الخاصة بالأعمال «لينكد إن» عن وصول عدد مستخدميها إلى أكثر من 200 مليون في 200 بلد وإقليم حول العالم، وهي تتوافر بـ 19 لغة عالمية.

ولم يدر بخلد مؤسسها ريد هوفمان أن يصل هذا العدد الضخم من المشتركين، في ظل شبكة هدفها أساساً تسهيل التواصل المهني، وتبادل الخبرات والمعارف بين المحترفين في مجال محدد، إلا أن الشبكة التي دأبت على تقديم منتجات مهمة ومفيدة بالنسبة إلى الأعضاء، كما تتيح معلومات وأدوات كثيرة لمديري التوظيف والمسوقين، فيما تركز في الوقت نفسه على تطوير وتحسين الاستخدام بما يتواءم مع رغبات جميع المستخدمين، أصبحت محط أنظار رواد الشبكة العنكبوتية.

وبما أن «لينكد إن» تستخدم في التواصل بين المحترفين والشركات، فقد أظهرت البيانات الخاصة بالشبكة قائمة بأبرز مجالات الأعمال التي تجمع بين مستخدمي الشبكة، إذ يأتي قطاع تقنية المعلومات وخدماتها في المرتبة الأولى، ثم قطاع الخدمات المالية، واحتل مجال التعليم العالي المركز الثالث، ثم قطاع البرمجيات، وخامساً هندسة الاتصالات، أما عن الدول الأكثر وجوداً على الشبكة، فاحتلت الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى تلتها الهند ومن بعدهما المملكة المتحدة والبرازيل وأخيراً كندا.

وفي رصد لأهم المميزات التي يمكن أن تمنحها الشبكة لروادها، يعتقد معظم أصحاب العمل أن بوسعهم الاطلاع على المعلومات المتعلقة بموظفيهم في شكل أفضل عبر «لينكد إن»، إذ إن بعض الأفراد يحرصون على تحديث بياناتهم على هذا الموقع في شكل متواصل، لذا أصبح «لينكد إن» أشبه بسجل تستفيد منه جميع الشركات.

وتشير دراسة تمت أخيراً إلى أن 90 في المئة من الباحثين عن موظفين ليشغلوا وظائف شاغرة لديهم بالشركة يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي المهني «لينكد إن» ليبحثوا عن الموظفين المحتملين، وتلك الدراسة توضح أهمية لينكد إن كموقع اجتماعي للمهنيين المحترفين ليحصلوا منه على الوظائف التي تناسبهم، لذا إذا كنت شخصاً محترفاً تبحث عن وظيفة، يجب عليك أن تمتلك حساباً على موقع التواصل الاجتماعي المهني لينكد إن، إذ يعد بديلاً تقنياً للطريقة التقليدية في البحث عن الوظائف، إذ يجعل صاحب العمل يتوصل إلى الموظف الأكفأ بعيداً عن أي مؤثرات أخرى.

ومن اللافت أن عدداً كبيراً من الشركات وضعت لها مقراً داخل هذه الشبكة، إذ سهلت عليها عمليات البحث عن حاجات الشركات البشرية، وأوصل لها التفاصيل الدقيقة عن المتقدمين.

إذ يؤكد خالد السلامة وهو مسؤول الموارد البشرية في شركة مختصة بالبرمجيات، أن الشركة تمكنت من جلب موظفين أكفاء للعمل معهم من خلال هذا الموقع، إذ إن الاعتماد في عملية التوظيف بات ينحى إلى الطرق الإلكترونية، بل تم تخصيص كادر مختص للبحث عن الموظفين المحترفين عبر هذا الموقع، إذ يتم وضع قائمة بالوظائف المتوافرة لديهم والبحث عن مرشحين محتملين ومناسبين لها. أما المهندس محمد السيف فيرجع الفضل الكبير في توظيفه إلى هذه الشبكة، فمن خلال التواصل مع المستخدمين ومسؤولي الشركات وعرض سيرهم الذاتية وإبراز مهاراتهم في العمل، فقد وصلتهم عروض عمل من أطراف عدة تمثل شركات كبيرة، فسارعوا لمقابلة مسؤولي الشركة لتتم عملية التوظيف من دون الحاجة إلى تقديم ورقي تقليدي أو مساعدة من قريب أو صديق. ومرة أخرى تثبت الشبكات الاجتماعية أنها باتت ضرورة حياتية بعيداًً عن التسلية أو الرفاهية، ولا تزال تقدم الخدمات التي تجعل من الصعب الاستغناء عنها، في حين أن المترددين في الدخول إلى عالم الشبكات الاجتماعية يبقون خارج نطاق هذا المجتمع التفاعلي المتجدد.

المصدر: الحياة