مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
كأي معرض كتاب، حفل معرض الرباط للكتاب بالكثير من الأنشطة الثقافية المصاحبة لحضور دور النشر وحضور الكتاب كركيزة أولى للمعرض، ومعه حضر الكتاب والنقاد والشعراء والمترجمون والناشرون من بلاد عربية عديدة، إلا أن كاتباً واحداً خطف الأضواء من الجميع وتحول لأكثر من ظاهرة، إنه الكاتب السعودي أسامة المسلم، الذي أتعرف باسمه للمرة الأولى صباح الأمس وأنا أعبر من قاعة التواصل، حيث انتهيت من المشاركة في جلسة نقاشيه حول السرد المؤنث وسؤال الخصوصية اللغوية، في طريقي إلى زيارة عدد من دور النشر المشاركة.
كان المسلم صباح البارحة سؤالاً كبيراً دار على ألسنة الكثيرين من الكتاب والأدباء وكذلك من الزوار الذين فوجئوا بطوابير تضم آلافاً من الشباب الصغار يقفون لساعات طويلة تحت الشمس بانتظار دورهم في الحصول على توقيع السيد الكاتب بعد أن اقتنى جميعهم كتبه أو بعضاً منها، أما السؤال فكان: ماذا يكتب أسامة المسلم ليجتذب كل هذه الأعداد الغفيرة إليه؟ وبمجرد الإعلان عن أنه سيتواجد في معرض الرباط فقط سافر إليه الشباب من جميع مدن المملكة المغربية، حتى إن بعضهم جاء متلهفاً من فرنسا!
ماذا يكتب أسامة المسلم؟ تقول الفتيات اللواتي سألتهن إنه يكتب بطريقة ساحرة، جذابة، وبنهايات لا يتوقعها أحد، حبكاته عبقرية ولا تقاوم، أما حول ماذا يدور سرده، فإنه يكتب عن الرعب والجن والساحرات، ما يعني أننا أمام عوالم «هاري بوتر» و«سيد الخواتم» وأفلام الرعب الأمريكية التي يقع معظم جمهورها ضمن فئة المراهقين الصغار، ولقد كتب أول رواياته عام 2015، ولم يجد ناشراً يوافق على نشر روايته، فنشرها على حسابه الخاص ليكوِّن جمهوره الذي أصبح بمئات الألوف، حتى سيرته تتشابه مع سيرة مؤلفة «هاري بوتر» بتوافق غريب بالفعل.
ماذا يكتب أسامة المسلم ليتزاحم عليه الشباب ويحتملوا الشمس والجوع ويقع بعضهم في حالات إغماء بسبب ذلك، ويصل التزاحم إلى سد الطرقات المؤدية لأجنحة دور النشر، ما اضطرّ المنظمين للمعرض إلى إلغاء حفل التوقيع تماماً كما حدث في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الأمر الذي أدخل كثيراً من الشباب المنتظر في حالات حزن شديدة!
المصدر: البيان