الإرهاب يضرب في كل مكان وكل أوان، وينخر عظم المجتمعات بالمخالب والأنياب والأسنان.. فماذا ينتظر العالم؟ وهذا الطوفان الهائج يطوف المحيطات والبحار والصحاري، ويعبر الأتون بكل جنون ومجون.
ماذا ينتظر العالم، والعبث الأيديولوجي يدمي ويرمي أقواس اللهب، بكل صلف وصخب، ويرهب ويرعب ويكذب، ويصب الحقائق على ألواح التدليس، ويتأبط شراً، وما يخفيه أشد وأعظم.
ماذا ينتظر العالم والبشرية جمعاء تعاني هذا الطاعون العصري، وتواجه أشد أنواع التنكيل والتضليل على أيدي من شدوا العزم، وتواروا خلف حجب، وسحب وأمطروا الناس بالعذاب المرير.
ماذا ينتظر العالم؟ وإلى متى تستمر الدول في خلاف الأجندات والسياسات العشوائية، والانحياز إلى الأنانية والذاتية الفجة.
إلى متى تعيش بعض الدول الخداع البصري، وتعتقد أنها في منأى عن هذا المرض الأخلاقي والوباء الفكري الذي أصيبت به مجموعة من البشرية، وظنت أنها تمتلك الحقيقة، وتختص بصكوك الغفران، فجارت وفارت، وخارت وسارت في دروب الموت مكتظة بالأفكار العشوائية والقيم البوهيمية، والمبادئ المنحدرة من سجايا الغاب وأشياء من شراسة الحيوانات المفترسة.
إن داعش وأخواته ومن والاه، ومن سار على دربه، ومن تعاطف معه لن يهزم إلا باتحاد العالم، ووقوفه كتفاً بكتف ضد هذا العدو الذي لا يستثني أحداً، ولا صديق له غير العنف والتدمير..
إن فكرة هذه الجماعات قائمة على الفوضى المدمرة والموت للجميع، ومن دون حياد أو انحياز إلا إلى العدوان على أرض الله، وخلائقه، لذا فإن لا خيار أمام دول العالم كبيرها قبل صغيرها، إلا توحيد البوصلة، والتخلص من المراوغة والمداهنة والهروب إلى الخلف بحثاً عن قضايا هامشية لا تغني ولا تسمن، بل هي الثمن الكبير الذي سيدفعه العالم فيما لو استمر في هذا الضياع الأيديولوجي، واستمرأ الاختفاء خلف سحابات مضللة، لا فيها ماء ولا رمق، فهذا الجيش العروم، من الإرهابيين هذا الجرار البشري لن تصده الثغور الضيقة ولا الخنادق الفتيلة، إنه يحتاج إلى توسيع الحدقة واليد الغليظة والقناعة التامة، إنه لا مجال للصمت، ولا مكان للمتسربين في الرمال القاحلة.
النصر لن يتحقق إلا بوحدة قوى العالم، ووقوفها صفاً مرصوصاً محصناً بالصدق وما كان لـ «داعش» وغيره من الإرهابيين أن يتوغلوا في نخاع العظم لولا الترهل العالمي، وضعف الإرادة، ووهن الفكرة.
المصدر: الإتحاد