اطلالة سريعة على تاريخ العرب في الالعاب الاولمبية توضح ان انجازاتهم كانت في الالعاب الفردية، لا الجماعية، وان الجانب الاكبر منها كان في العاب القوى، ورفع الاثقال، والرياضات النزالية، كالمصارعة والملاكمة.
البداية كانت في دورة امستردام في هولندا عام 1928، حين فاز المصريان سيد نصير وابراهيم مصطفى بذهبيتين في رفع الاثقال والمصارعة.
اما في العاب القوى فقد احرز العرب في دورة روما 1960 أول ميدالية بفوز المغربي راضي بن عبد السلام بفضية سباق الماراثون. لكن لم يتمكن عداء عربي من معانقة الذهب الاوليمبي الى ان جاءت دورة المكسيك عام 1986 ليفوز العداء التونسي محمد القمودي بذهبية 5000 آلاف متر، علاوة على برونزية سباق 10 آلاف متر، محققا بذلك اول ميدالية ذهبية لتونس في تاريخها.
المرأة العربية
وكانت الرياضيات العربيات على موعد مع التاريخ في دورة في لوس انجيلوس عام 1984، حين تمكنت العداءة المغربية نوال المتوكل من الفوز بذهبية 400 متر حواجز لتحقق انجازا غير مسبوق، وتصبح اول عربية تفوز بميدالية ذهبية في تاريخ الالعاب الاوليمبية. ولم يقتصر نجاح المغرب في هذه الدورة على نوال المتوكل فقط، اذ فاز مواطنها سعيد عويطة بذهبية 5000 آلاف متر.
ثم عادت الرياضيات العربيات الى الفوز بالذهب مرة اخرى في دورة برشلونة عام 1992، حين تمكنت الجزائرية حسيبة بولمرقة من الفوز بذهبية سباق 1500 متر، ثم فازت السورية غادة شعاع بذهبية المسابقة السباعية في دورة اطلانطا عام 1996، وفازت الجزائرية نورية مراح بذهبية 1500 متر في دورة سيدني في استراليا عام 2000.وبالاضافة الى النجاح الذي حققته الجزائريتان حسيبة بولمرقة ونورية مراح في العاب القوى، تمكن الجزائري نور الدين مرسلي من الفوز بذهبية 1500 متر في دورة اطلانطا عام 1996، هذا بالاضافة الى عدة ميداليات اولمبية فاز بها ملاكمون جزائريون على رأسها الذهبية التي فاز بها حسين سلطاني في دورة اطلانطا.
انجازات خاصة
استطاع بعض الرياضيين العرب تحقيق انجازات لم تتكرر في تاريخ بلادهم، او في نفس الدورة الاولمبية. وعلى سبيل المثال تمكن الشيخ احمد بن حشر من الفوز بذهبية الرماية في دورة اثينا ليصبح بذلك اول من يحرز ذهبية بين ابناء بلاده، الامارات العربية، او في الخليج.
كما فاز السباح التونسي اسامة الملولي بالذهبية الوحيدة للعرب في سباق 1500 متر حرة في دورة بكين عام 2008، وكان بذلك استثناء من اخفاقات عربية واضحة في هذه الدورة.
وتبقى للمغربي هشام الكروج مكانة خاصة بين الرياضيين العرب في الالعاب الاولمبية، اذ انه الوحيد الذي تمكن من الفوز بذهبيتين في دورة واحدة، وهي دورة اثينا، حين تقدم على جميع منافسيه في سباقي 1500 متر وخمسة آلاف متر.
وهناك بطل عربي آخر، وهو لاعب الجودو المصري محمد رشوان رفض الذهب، واكتفى بالفضة في دورة لوس انجليس، وذلك حين لعب في المباراة النهائية امام العملاق الياباني وبطل العالم وقتها يامشتا، الذي كان مصابا، ورفض رشوان ضرب خصمه في قدمه المصابة فخسر المركز الاول لكنه دخل التاريخ كرمز للروح الرياضية.
المصدر: بي بي سي