سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

ما الذي سيحدث لو تأجل العام الدراسي؟

آراء

مجرد تساؤل، ومن دون أي تدخل في اختصاصات الجهات الرسمية المعنية، ماذا سيحدث لو تم تأجيل بداية العام الدراسي إلى بداية شهر نوفمبر المقبل؟ هل هناك ضرر كبير سيلحق بالعملية التعليمية؟ أم أن التواريخ ثابتة ولا يمكن تغييرها مهما كانت الظروف والملابسات؟ هل الوضع سيكون صعباً للغاية، وسيؤثر بشكل حاد في التعليم، أم أنه سيكون أكثر وضوحاً، وأكثر استقراراً وطمأنينة للطلبة وأولياء الأمور والمدارس أيضاً؟!

نمرّ بظروف استثنائية، صحيح أننا نعيش في الإمارات حالة نفسية أفضل من غيرنا، بفضل جهود الدولة في محاصرة ومكافحة فيروس «كورونا»، إلا أن الوضع العالمي العام لدرجة انتشار الفيروس المستجد، لايزال غامضاً حتى الآن، فهناك من لايزال يتحدث عن موجة مقبلة، وهناك من لايزال يحذر من التجمعات، لذلك اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية من ضمنها تأجيل بداية العام الدراسي، وذلك لمراقبة وضع الفيروس، ومثل هذا الإجراء لاشك أنه جيد.

الوضع حالياً مُربك، والجميع مُرتبك، أولياء الأمور وإدارات المدارس على حد سواء، والجهات المختصة تركت مسؤولية الأمر برمته على عاتق المدارس الخاصة وأولياء الأمور، لهم حق الاختيار بين التعليم في المدارس، وفق اشتراطات يمكن وصفها بأنها صعبة ومملة للطلبة، أو التعليم عن بُعد بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، وكلا الأمرين صعب للغاية، ولا يمكن لأي ولي أمر أن يستطيع اتخاذ قراره بأريحية، فالموضوع أكبر منه ومن قراره!

تأجيل بداية العام الدراسي له فوائد عديدة، وله سلبيات بكل تأكيد، لكن في مثل هذه الظروف التي نمرّ بها، فكل قرار آخر له أيضاً سلبيات، لذلك لا معنى من عدم طرح هذا الخيار، وبدرجة القوة والأهمية نفسها، مع الخيارات التالية المطروحة: التعليم الهجين، أو التعليم عن بُعد، أو التعليم في المدارس وسط الإجراءات الاحترازية المشددة.

توقيت بداية العام ونهايته ليس من الأمور المقدسة، وهو قابل للتغيير وفقاً للظروف والمستجدات، وبما أننا نمرّ بوقت صعب، فما الذي يمنعنا من التريث ومراقبة الوضع العام للفيروس في الإمارات؟ إضافة إلى إعطاء فرصة لمراقبة وضع اللقاح الذي يمرّ بتجربته الثالثة في الإمارات، ونتائجه الأولية مبشّرة، ومن ثم نتخذ قرار بداية العام الدراسي الجديد، وآليته، والكيفية المثلى لتطبيقه، أعتقد أن الطمأنينة، وهي العامل المهم في مثل هذه الظروف، ستسود بين الطلبة وأولياء الأمور لو أننا فعلنا ذلك.

العام الدراسي على الأبواب، ومعظم المدارس ستستقبل الطلبة، يحدث ذلك في الوقت الذي تتبنى الجهات المعنية بمكافحة «كورونا»، حملات توعوية تناشد فيها المواطنين والمقيمين وقف التجمعات العائلية، بعد أن لاحظت زيادة في أرقام المصابين بالفيروس، فكيف يمكن التوفيق بين هذين الإجراءين؟

ندرك تماماً أن مناعة الأطفال والشباب أفضل وأقوى من غيرهم، وقد تكون الخطورة عليهم أقل، لكن هل يتخيل أحد ما الذي يمكن أن يحدث في مدرسة كاملة، لو تم اكتشاف وجود حالة واحدة فقط مصابة بالفيروس؟! هل يتخيل أحد حجم الخوف والارتباك الذي سيصاب به جميع من في المدرسة وجميع أولياء الأمور؟ وكيف سيتم إقناعهم بعدم وجود خطورة، وبإعادة أبنائهم في اليوم التالي للمدرسة؟! وهل يتخيل أحد أن الإجراء المتبع يقضي بضرورة فحص جميع المخالطين وحجرهم إلى أن تظهر نتيجة الفحص؟!

المصدر: الإمارات اليوم