عشرة ملايين يمني مهددون بالمجاعة. ألا يستحي «جهابذة» السياسة في اليمن من هذه الكارثة؟ ألا يخجل أولئك المحسوبون على النظام السابق، من أقرباء «الزعيم» ومن كان في دائرته، وهم يُخرجون أموالهم -بمئات الملايين- إلى بنوك خارج اليمن وقد أفقروا وطنهم بأنانيتهم وجشعهم وطغيانهم؟
حينما تواصل معي الصديق علي الظفيري يخبرني أن شباباً من الخليج ينظمون حملة أطلق عليها «من أجل اليمن» تساءلت: ألم نحذر طويلاً من الانغماس في ألاعيب السياسة ودهاليزها على حساب التنمية؟ كم مرة كتبنا عن مخاطر الوضع اليمني المتردي -خاصة في جوانب التنمية- على الأمن القومي الخليجي؟
وفوق الواجب الإنسان والأخلاقي تجاه ما يعانيه أهلنا في اليمن، كيف لا نرى مصلحتنا في يمن مستقر آمن ذي اقتصاد متماسك وتنمية مستدامة؟ انشغل اليمنيون -وانشغلنا معهم- بألاعيب الرئيس السابق السياسية حتى ضربت المجاعة قرى اليمن ومدنها. وما يحدث اليوم في اليمن ليس وليد الأمس بل هو نتاج عقود من الإهمال والتجاهل لقضايا التنمية والاقتصاد في اليمن. ولو كنت سياسياً يمنياً لأعلنت فوراً اعتذاري عما يحدث من مجاعة وسوء حال في اليمن، وأعلنت انسحابي من المشهد كي أتفرغ للعمل مع المنظمات الإنسانية التي تحاول الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن. لكن هيهات! فأغلب السياسيين في اليمن قد أدمنوا اللعبة وهي عندهم -فعلاً- لعبة تقود لمزيد من المكاسب الشخصية على حساب تنمية اليمن ومستقبله.
مجاعة اليمن (وقبلها فقرة) كارثة إنسانية عند أبوابنا. ومن العيب أن نبقى كالمتفرج ننظر من بعيد لموت العشرات من الأطفال وكبار السن بفعل المجاعة المنتشرة في اليمن اليوم. وإن لم نسارع للإسهام في إنقاذ اليمن من منطلقات الشهامة والإنسانية، فهل نتحرك من منطلقات المخاطر الأمنية والسياسية على أمن المنطقة؟ أم نترك إخوتنا في اليمن بين خيارين: المجاعة أو المد الإيراني؟
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٢٦-٠٦-٢٠١٢)