مُنيت قوات النظام السوري أمس بسلسلة من الهزائم المعنوية والعسكرية بينها استعادة «الجيش الحر» نقطة استراتيجية وتدمير حوالي 15 دبابة وآلية في جنوب البلاد، بعد يوم من اعلان الجيش النظامي تحقيق «انتصار نوعي» بالسيطرة عليها، في وقت بدأ مقاتلو المعارضة خطة لخوض معركة كبرى في مدينة كبرى على تخوم ريف اللاذقية. وافيد ان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يحمل طلب توفير «غطاء جوي» للمعارضة السورية كأولوية في محادثاته في واشنطن، بالتزامن مع زيارة قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة خالد خوجة الى الدوحة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس ان «37 على الأقل من مقاتلي المعارضة قتلوا في مواجهات مع قوات النظام، مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وآسيوية اسفرت عن استعادة المقاتلين المعارضين المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام (اول من) أمس قرب بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشمالي الشرقي، وإعادة فتح طرق إمدادات المقاتلين التي تربط بين درعا واللجاة، وبين درعا والبادية السورية»، إضافة الى «تدمير 5 دبابات وناقلات جند مدرعة وقتل 22 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وأسر آخرين».
وقال نشطاء ان «الثوار دمروا سبع دبابات وست آليات وعربة مدرعة واسروا عشرين عنصرا بينهم افغان ايرانيون»، فيما افاد موقع «كلناء شركاء» المعارض، بان «قوات النظام اقتحمت قرى صغيرة في منطقة «اللجاة» في ريف درعا، وأعدمت 26 مدنياً ميدانياً في القرى التي اقتحمتها، انتقاماً لخسائرها الكبيرة أمس في بلدة بصر الحرير التي فشلت في اقتحامها».
في دمشق، دارت «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي جوبر شرق العاصمة للسيطرة على منطقة الطيبة»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى ان «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أعدم رجلين اثنين في جنوب دمشق وقام بفصل رأسيهما عن جسديهما» بعد اتهامهما بأنهما «من مرتدي الصحوات».
في شمال غربي البلاد، استمرت المواجهات بين قوات النظام والمعارضة في محيط معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، في وقت افيد بان «جيش الفتح» الذي شكل المظلة لسبع فصائل معارضة في السيطرة على إدلب، نفذ أمس «عمليتين انغماسيتين في مدينة أريحا أسفرتا عن مقتل أكثر من 70 عنصراً» من قوات النظام. وقال نشطاء معارضون بأن مقاتلي المعارضة يعدون لهجوم على جسر الشغور التي انسحبت إليها قوات النظام بعد خسارتها مدينة إدلب نهاية الشهر الماضي، علما ان جسر الشغور هي اخر مدن محافظة ادلب قرب محافظة اللاذقية في الساحل غرب البلاد. وقال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة مستمرة قرب قمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين».
في واشنطن، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، أن زيارة وزير الخارجية التركي تهدف الى البحث في الوضع بسورية وخطة تدريب المعارضة المعتدلة، مشيرةً الى أن أنقرة ستجدّد التزامها محاربة «داعش»، وأن تقدّم واشنطن دعماً أكبر للمعارضة السورية بما يشمل توفير «غطاء جوي» لها.
ودعا جاويش اوغلو في معهد «كارنيغي للسلام الدولي الى «ممارسة الضغط على النظام السوري ليجلس الى طاولة المفاوضات»، لافتاً إلى ضرورة «ملء الفراغ السياسي في سورية بحكومة تمثّل التطلعات المشروعة للشعب السوري»، في إشارة إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي قال إنه معترف به من 114 دولة و13 منظمة دولية كمعارضة شرعية.
تزامن ذلك، مع اعلان «الائتلاف» ان قيادته اجتمعت امس مع وزير الخارجية القطري خالد العطية في «الأوضاع الميدانية و السياسية في سورية على مختلف الاصعدة» اضافة الى «الانتصارات المتتالية التي يحققها الثوار على الجبهات القتالية» في سورية والى «الحديث عن مجريات عاصفة الحزم في اليمن وانعكاساتها على الوضع السوري».
المصدر : الحياة