لم تأتِ التصريحات الأخيرة لأمير قطر في مقر الأمم المتحدة بالجديد في ظل استمرار الخداع والكذب الذي تمارسه القيادة القطرية منذ إعلان المقاطعة من قبل الدول الخليجية والعربية. وعكست كلمة تميم مدى الكذب والمراوغة التي تنتهجها هذه الدولة في سبيل كسب مزيد من الوقت للمماطلة في تنفيذ المطالب الـ 13 التي تم تحديدها من أجل أمن واستقرار المنطقة، بل سعت كلمة أمير قطر إلى الابتعاد عن الأزمة والتوجه نحو مزيد من توطيد علاقاتها مع إيران الراعية للإرهاب في إشارة تؤكد أن قطر ماضية في سياستها الداعمة للإرهاب وتمويلها دون أي رادع.
ومنذ اندلاع الأزمة وإعلان المقاطعة، تناقضت التصريحات القطرية والتي تدل على التخبط الذي تعيشه قيادة الدولة التي أقرت استمرار عدائها لأشقائها في الخليج والوطن العربي لمصلحة تحالفاتها المشبوهة في طهران والتنظيمات الإرهابية، حيث لجأت إلى بث الأكاذيب والافتراءات من أجل كسب تأييد لمواقفها الخاطئة وتسخيرها لمصلحة أجندتها الخبيثة للإضرار بالمنطقة بشكل خاص والعالم. ويرى عدد من المحللين السياسيين في اليمن أن التصريحات الأخيرة تؤكد أن قطر ليست جادة في الدخول في أية حوار مع أشقائها كما روجت له عبر وسائل الإعلام التابعة لها أو يتغنى بها أميرها ووزير خارجيتها، موضحين أن سياسة الكذب والمراوغة التي تمارسها هذه القيادة مفضوحة، وتؤكد التخبط الذي تعيشه قطر منذ أكثر من 100 يوم على المقاطعة الخليجية والعربية.
ويؤكد المحلل اليمني منصور صالح أن كلمات تميم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد أن الدوحة غير جادة في البحث عن حل جذري لأزمتها المتفاقمة، موضحاً أن هذه التصريحات القطرية تؤكد الاستهتار وعدم الاحترام للأعراف الدبلوماسية المتبعة في إدارة الحوارات والتعامل مع الوسطاء كما فعلت مع جهود أمير الكويت، وكذا تعمدها تسريب النقاط الـ 13 التي تقدمت بها الدول الأربع المقاطعة، والتي تدل على السلوك غير السوي لهذه الدولة في التعامل مع الأزمة.
وأضاف أن الدول المقاطعة توجهت إلى الطرق السلمية في إدارة مشكلة قطر وعبثها عبر دعم الإرهاب وتغذيته وإثارة القلاقل في أكثر من بلد عربي، والذي كان لا بد من وضع حد له، مشيراً إلى أن قطر لجأت إلى تحالفات عسكرية وفتحت أراضيها للقوات التركية، ولاحقاً سيتم فتح قواعد للقوات الإيرانية في تصعيد تعتقد قطر أنها قادرة من خلاله على استعراض قوتها واستمرار نهجها التخريبي التدميري في المنطقة.
وأوضحت أن قطر تعتقد أنها تستطيع وعبر صفقات بمليارات الدولارات المقدمة لدول كبرى، أن تخلق شبكة تحالفات معها لكسر الحظر دون أن تبدي التزاماً بضوابط العلاقة التي ينبغي احترامها مع الأشقاء ومع دول الجوار، وهذا وهم وخطأ كبير عليها أن تتجنب الوقع فيه.
من جانبه، الكاتب والإعلامي اليمني، ماجد الداعري، أكد أن النظام القطري في حالة تخبط في ظل التصريحات المتناقضة التي تطلقها قيادة الدولة عبر أميرها ووزير خارجيتها منذ السبت الماضي، موضحاً أن قطر تبحث عن أية ذريعة من أجل تصعيد الأزمة والابتعاد عن البيت الخليجي والعربي.
وأضاف أن التصريحات الأخيرة تؤكد أن حقيقة التخبط القطري، وفشل الدوحة الدبلوماسي والسياسي في التعاطي مع مطالب جيرانها والحفاظ على أمن الخليج ومصالح الدول الأعضاء، وغياب أي جدية لدى الدوحة في وقف أنشطتها التخريبية بالمنطقة، وتنفيذ التزاماتها بقطع أشكال دعمها للأنشطة الإرهابية والجماعات الدينية المتطرفة بالمنطقة والعالم، وحرصها على استمرار دورها التمويلي لأكثر من جهة تعمل لمصلحة أهدافها المشبوهة بغية البحث عن دور قيادي منشود ومجد توسعي وهمي مأمول في المنطقة والعالم.
بدوره، وصف الكاتب والمحلل وضاح سالم فارع، أن تصرفات قطر الأخيرة وتعاملها مع الأزمة عكست أنها منظمة من المنظمات العالمية المأجورة وليست تصرفات دولة، بحيث يتم استئجارها لتنفيذ مهمات مقابل أجرة معينة لمصلحة أطراف غرضها الأساسي تحجيم الدور السعودي واختراقه عبر بوابة قطر، وهذا ما رفضته وتأباه الدول الأربع مجتمعة. وأضاف أن التصريحات القطرية تنضوي ضمن أساليب المراوغة السياسية في محاولة منها لجس نبض الدول الأربع، ومدى صمودها وتماسكها ووحدة قراراتها، وكانت تأمل بخطوتها تلك إلى شق وتفكيك ذلك التماسك ووحدة القرارات بين الدول الأربع. وأكد فارع أن التصريحات الأخيرة لأمير قطر، والتي تضمنت الدعوة لفتح الحوار مع طهران تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن قطر انسلخت من الحضن الخليجي والعربي، وضربت بالمبادئ والثوابت العربية والخليجية وحق الجوار خلفها، لافتاً إلى أن الدوحة تسعى جاهدة للارتماء إلى حضن دول تطمح، وتسعى جاهدة لتهديد الأمن القومي لدول الخليج والوطن العربي تهديد أمنها القومي.
وأكد أن الدوحة أوجعتها المقاطعة التي تتبناها الدول الأربع، واشتد عليها الخناق وأضر بمصالحها الاقتصادية، وباتت أرقام الخسائر تزداد يوماً بعد يوم، فيما لم تسد أياً من الدول التي دفعتها للعداء مع الدول الأربع ما يغطي ويسد تلك الخسائر الاقتصادية، لافتاً إلى أن قطر وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الثقل السياسي والاقتصادي الذي تمثله الدول الأربع عالمياً وإقليمياً، ولم تجد مفراً سوى البحث عن حلول تنهي مشكلتها من خلال العودة إلى الحضن الخليجي عبر المطالب الـ 13 التي تم وضعها لأجل إيقاف الأنشطة الإرهابية وعلاقتها مع إيران لكونها تهدد الأمن القومي لدول الخليج بدرجة أساسية.
المصدر: الاتحاد