يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليوم، مشروع قناة دبي المائية، التي تربط منطقة الخليج التجاري، مروراً بحديقة الصفا، وشارع الوصل، ومنطقة جميرا الثانية، وشارع جميرا، وصولاً إلى الخليج العربي وتحديداً عند حديقة شاطئ جميرا، بطول 3.2 كيلومترات لتضيف مسافة 6.4 كيلومترات من الواجهات البحرية. وبلغت كلفة المشروع، الذي نفذته هيئة الطرق والمواصلات في دبي بالتعاون مع شركتي ميدان ومراس القابضة، مليارين و700 مليون درهم.
وأكد مطر الطاير المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات أن مشروع قناة دبي المائية يعتبر أحد الأفكار السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإضافة معلم حضاري وسياحي وتجاري فريد من نوعه، يقدم أسلوباً جديداً للحياة في دبي، مشيراً إلى أن سموه يحرص دائماً على طرح وتبني الأفكار المبتكرة والريادية، التي تقدم رؤية جديدة ومتجددة لتحقيق السعادة والرفاهية للسكان.
وأضاف «في الثاني من أكتوبر 2013، أعطى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إشارة بدء العمل في مشروع قناة دبي المائية التي تربط منطقة الخليج التجاري بمياه الخليج العربي بطول 3.2 كيلومترات، لتضيف مسافة 6.4 كيلومترات من الواجهة البحرية للإمارة».
وقال الطاير: نظراً لضخامة المشروع والتعقيدات والتحديات، تم تقسيم الأعمال إلى خمسة عقود، وبلغ عدد المقاولين 4 مقاولين رئيسيين و60 مقاولاً من الباطن، وعمل في المشروع أكثر من 4600 عامل، واشتمل العقد الأول على تنفيذ جسر على شارع الشيخ زايد بطول 570 متراً، وسعة ثمانية مسارات في كل اتجاه، ويمر أعلى مجرى القناة بارتفاع 8.5 أمتار، بما يسمح بحركة ملاحية حرة على مدار الساعة.
إضافة إلى تعديل مسارات الطرق المتأثرة بما يحقق تكامل الحركة المرورية بين ضفتي القناة الجديدة، ويضمن أيضاً أعمال تحويل خطوط الخدمات القائمة التي تأثرت بمسار القناة، إضافة إلى أعمال الإنارة الذكية التي يجري التحكم بها عبر التطبيقات الذكية، وأعمال شلال الماء على الجسر.
واوضح ان العقد الثاني تضمن تنفيذ جسور وتقاطع على شارعي الوصل وجميرا، حيث تم تنفيذ جسر على شارع جميرا بطول 414 متراً، بسعة ثلاثة مسارات في كل اتجاه، وجسر على شارع الوصل بطول 530 متراً، بسعة ثلاثة مسارات في كل اتجاه.
إضافة إلى إنشاء وصلة تربط بين شارعي الآثار والحديقة بطول 370 متراً بسعة ثلاثة مسارات، بما يحقق انسيابية تامة للحركة المرورية، وإنشاء جسر للوصول إلى شبه الجزيرة المقترحة جنوبي حديقة جميرا، بالإضافة الى أعمال تحويل الخدمات في ممرات أسفل القناة، وإنشاء عبارات احتياطية للخدمات أسفل القناة لتلبية المتطلبات المستقبلية المتوقعة.
وأشار الطاير إلى أن العقد الثالث تضمن أعمال حفر قناة مائية تربط قناة الخليج التجاري بالخليج العربي بطول 3.2 كيلومترات، تبدأ من شارع الشيخ زايد مروراً بحديقة الصفا ومنطقة جميرا الثانية، وصولاً إلى الخليج العربي، كما تضمنت بناء ثلاثة جسور للمشاة بتصاميم فريدة بارتفاع 8.5 أمتار تربط ضفتي القناة في مواقع مميزة لتسهيل حركة تنقل السكان والزوار.
وتشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي، وشملت أيضاً بناء خمس محطات للنقل البحري، إضافة إلى أعمال الردم لإنشاء شبه جزيرة صناعية على امتداد حديقة جميرا، بما يضاعف طول شاطئ الحديقة ويزيد مساحتها، ويتيح المجال لإضافة العديد من الأنشطة الترفيهية.
وبين أن العقد الرابع اشتمل على تنفيذ أعمال الممشى الرئيسي والبنية التحتية لمنطقة القناة وتحويل وحماية الخدمات المتأثرة بأعمال الطرق، بالإضافة إلى محطات ضخ مياه الري والزراعة وتابع الطاير كما تضمن العقد الخامس استكمال أعمال القطاعات المتبقية من جدار قناة الخليج التجاري ومعالجة المياه الراكدة، وإزالة الأملاح المترسبة في قاع قناة الخليج التجاري، وإزالة الحواجز الرملية في مسار القناة المائية، وضخ المياه، إضافة إلى تنفيذ ثلاث محطات للنقل البحري.
وأشاد الطاير بجهود الشركاء الاستراتيجيين للهيئة، من شركتي ميدان ومراس القابضة، وبتعاونهم المثمر وشراكتهم المتميزة التي ساهمت في إنجاز مشروع قناة دبي المائية في المدة الزمنية المحددة.
جسور المشاة
وتم بناء خمسة جسور للمشاة، ثلاثة منها تعبر قناة دبي المائية بمواصفات جمالية فريدة، على ارتفاع 8.5 أمتار لتسهيل حركة عبور المشاة، ويقع الجسران الآخران في المنطقة الواقعة بين شارعي الشيخ زايد والوصل، وشارعي الوصل وجميرا.
ويبلغ طول الجسر الأول للمشاة 120 متراً بعرض 6 أمتار، وهو عبارة عن جسر حديدي معلق بواسطة كابلات حديدية حاملة لأرضية الجسر، وتستند هذه الكابلات إلى أبراج حديدية مبنية على قواعد من الخرسانة المسلحة.
بينما يبلغ طول الجسر الثاني 205 أمتار بعرض 6.5 أمتار، وتم تنفيذ أرضية الجسر على شكل منحنى (S Curve)، فيما سيكون جسر المشاة معلقاً بقوس بيضاوي بارتفاع 50 متراً، ويستند الجسر إلى قواعد خرسانية على جانبي القناة، وتتدلى منه كابلات حديدية حاملة لأرضية الجسر، أما الجسر الثالث فيبلغ طوله 140 متراً بعرض 3.5 أمتار، وهو عبارة عن حامل شبكي حديدي مفتول المقطع تستند ارضيته إلى أعمدة حديدية على جانبي القناة.
وتم تزويد كافة جسور المشاة بمصاعد كهربائية وسلالم حديدية على الجانبين، كما يرتبط الجسر الثاني بمنحدر من الخرسانة المسلحة لخدمة مستخدمي الدراجات الهوائية.وروعي في تصميم وتنفيذ جسور الطرق أن تكون ذات تصميم هندسي وجمالي مميز، فعلى سبيل المثال، زود جسر القناة على شارع الشيخ زايد بشلال ماء وإضاءة جمالية مبتكرة.
وتم بناء ثلاثة جسور للمشاة تربط ضفتي القناة بمواصفات جمالية فريدة ترمز لتاريخ دبي وحاضرها ومستقبلها، ولضمان عنصر التكامل في التنقل وأقصى درجات الراحة لرواد القناة روعي تزويد جميع جسور المشاة بمصاعد كهربائية وسلالم حديدية على الجانبين.
كما يرتبط أحد الجسور بمنحدر من الخرسانة المسلحة لخدمة مستخدمي الدراجات الهوائية، وتم توفير مسارات خاصة للممشى، ومضمار للركض، وساحات مزودة بشاشات تفاعلية، وأماكن جلوس مطلة على القناة.
وسعياً من الهيئة لتحقيق متطلبات المدينة الذكية، تم استخدام أعمدة إنارة ذكية يتم التحكم بها عبر تطبيق ذكي، مع توفير إضاءة تجميلية مبتكرة وأعمال الزراعة والتشجير في المنطقة على ضفتي القناة، وروعي في تصاميم محطات النقل البحري أن تكون حديثة وعصرية وذات لمسات جمالية.
تأثيرات إيجابية
ويعتبر مشروع قناة دبي المائية أحد اهم المشاريع الحيوية في دبي، وسيكون له تأثيرات إيجابية في عدة مجالات، فعلى الصعيد البيئي، ستعمل القناة على تحسين جودة المياه لكامل المنظومة (الخور والخليج التجاري والقناة المائية) بنسبة 33%، وتسريع معدل دوران المياه في المنظومة بالكامل إلى 4 مرات بالسنة.
فيما يبلغ معدل دوران المياه في قناة دبي المائية (من شارع الشيخ زايد إلى الخليج العربي) 3 أيام فقط، كما ستساهم القناة في تلطيف درجات الحرارة، أسوة بمشروع القناة المائية الاصطناعية في كوريا، أما على المستوى السياحي، فتعد القناة بهندستها ومعالمها المعمارية معلماً سياحياً يعزز مكانة دبي كوجهة سياحية متميزة، حيث يتوقع أن تستقطب المنطقة الجديدة أكثر من 30 مليون زائر سنوياً.
وعلى المستوى الاقتصادي، ستسهم القناة في زيادة القوة التنافسية لدبي في استقطاب الفعاليات والمؤتمرات، وعن مجال التنقل، ستوفر القناة فرصة إضافية لتفعيل دور النقل البحري لخدمة النشاطات السياحية والتجارية والسكنية في منطقة المشروع وربط هذه المنطقة بالمناطق والمشاريع البحرية الأخرى في دبي.
حيث يتوقع أن يصل عدد ركاب وسائل النقل البحري في القناة إلى أكثر من مليون راكب سنوياً حتى عام 2020، يرتفع إلى أربعة ملايين راكب سنوياً عام 2030، وهذا يعادل توفير قرابة مليونين و900 ألف رحلة من رحلات المركبات على الطرق.
وستضيف القناة منطقة سكنية وسياحية وترفيهية جديدة تتضمن العديد من الفنادق والمطاعم ومناطق الترفيه، على مساحة تزيد على 80 ألف متر مربع مخصصة للأماكن العامة والمرافق الحيوية، وأكثر من ستة كيلومترات من الواجهة البحرية لإمارة دبي.
مكانة عالمية
قال عبدالله الحباي رئيس مجلس إدارة مراس القابضة: يعد مشروع قناة دبي المائية واحدا من أهم المشاريع السياحية التي تشهدها دبي، ويلعب دوراً بارزاً في تبديل معالم هذه الإمارة التي رسخت لنفسها مكانة عالمية وباتت مثالاً للمدن التي لا تعرف المستحيل.
واضاف: فخورون بالدور الرئيسي الذي تقوم به مِراس في تطوير هذا المشروع الذي من شأنه ان يوفر وجهة حضارية وسياحية وتجارية بامتياز، وتقدم أسلوباً جديداً للحياة وتسهم إيجابياً في تحقيق أهداف دبي الحضرية والسياحية والاقتصادية الطموحة.
المصدر: البيان