محمد بن زايد يؤكد التوافق بين الإمارات وألمانيا حول مكافحة التطرف والإرهاب ونبذ سياسات التخريب وخطاب الكراهية
أخبار
عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، أنغيلا ميركل، جلسة مباحثات رسمية تناولت تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والوضع الأمني الراهن في الخليج. وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على التشاور والتعاون والتنسيق مع جمهورية ألمانيا بشأن التطورات في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، منوهاً سموه بأن ثمة توافقاً بين البلدين حول ضرورة الحفاظ على الأمن الإقليمي، وضمان سلامة الملاحة الدولية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومكافحة التطرف والإرهاب ونبذ سياسات التخريب وخطاب الكراهية، والعمل على تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للعالم كله.
جاء ذلك خلال استقبال المستشارة الألمانية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، في مكتب المستشارية الاتحادية ببرلين.
وجرى خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، استعراض علاقات التعاون في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة والتكنولوجيا والثقافة والتنمية والتعليم، والشراكات القائمة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها ودفعها إلى الأمام في المجالات المختلفة؛ بما يحقق طموحات البلدين وشعبيهما الصديقين في التنمية والتطور والازدهار.
كما بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع المستشارة الألمانية القضايا محل الاهتمام المشترك، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة التطورات في منطقة الخليج العربي.
وكان سموه نقل في بداية اللقاء، تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، للمستشارة ميركل، وخالص تمنياته للشعب الألماني بمزيد من التقدم والرقي والازدهار، وحرص سموه على تعزيز التعاون مع ألمانيا الصديقة، وتطويرها إلى آفاق أرحب وأوسع.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أن العلاقات الإماراتية – الألمانية قوية ومتنوعة ومتنامية، وشهدت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نقلات نوعية كبيرة في المجالات المختلفة، وتملك الكثير من فرص التطور والنماء خلال الفترة المقبلة.
وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقيم علاقاتها مع الدول الصديقة في العالم، وفي مقدمتها جمهورية ألمانيا الاتحادية، على قاعدة المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، والعمل المشترك من أجل ترسيخ السلم والاستقرار وتعزيز التنمية على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جانبها، أشارت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال اللقاء إلى حرص بلادها على توثيق روابط الصداقة مع دولة الإمارات، والتطلع إلى مزيد من التعاون في المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، وتكثيف التعاون والتنسيق حول القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين.
كما أعربت عن تمنياتها لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، موفور الصحة والعافية، ولدولة الإمارات المزيد من التقدم والازدهار. وفي ختام المباحثات أكد الجانبان مواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين والعمل على تنمية وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، كما أكدا مواصلة جهود البلدين وتعاونهما وتنسيقهما في مكافحة التطرف والإرهاب والعنف، والعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي على نشر السلم وقيم التعايش والتفاهم والتسامح، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية بياناً مشتركاً أكدتا خلاله التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله على الصعيدين الإقليمي والدولي، وشددتا على رفضهما القاطع لجميع أشكال الإرهاب، التي تمثل تهديداً للسلم والاستقرار الدوليين، وضمان التعاون الأمني في هذا الصدد.
وفي مجال التعاون السياسي، أكدت الإمارات وألمانيا التزامهما بزيادة نطاق الحوار والمشاورات السياسية، وقد حدد كلا الجانبين أهمية اجراء مشاورات سياسية بصورة منتظمة، كما أكدا على أهمية عقد هذه المشاورات السياسية على مستوى رفيع وزيادة وتيرة إجراء هذه المشاورات.
واتفق الجانبان على المساهمة المشتركة في المنتديات الدولية للأمن، على سبيل المثال مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انعقد في الفترة ما بين 15 و17 فبراير 2019، ومنتدى صير بني ياس المزمع عقده في الفترة من 15 – 17 نوفمبر 2019 في أبوظبي، والمقرر أن يستضيف الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الإمارات وألمانيا. وشدد الجانبان على أهمية تكثيف الزيارات البرلمانية بينهما، وأكدا مجدداً التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يرى الجانبان أن الإرهاب والتطرف العنيف يهددان النظام الدولي، ويؤكد الجانبان مجدداً رفضهما القاطع لجميع أشكال الإرهاب، التي تمثل تهديداً للسلم والاستقرار الدوليين، وضمان التعاون الأمني في هذا الصدد.
ووافق الجانبان على حشد الجهود بشأن قضايا مكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات والمعلومات حول مكافحة الإرهاب، وتعزيز التدريب الفردي وبناء القدرات في هذا الصدد، وتحقيقاً لهذه الغاية، يسعى الجانبان إلى الانخراط في تعاون ملموس في مجال مكافحة الإرهاب.
وأيد البلدان قرار الأمم المتحدة رقم 2462 الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، وشاركت في رعايته دولة الإمارات وألمانيا، ويطلب القرار من الدول الأعضاء اتخاذ المزيد من الخطوات لمنع تمويل الإرهاب ومكافحته ومحاسبة الدول الراعية للإرهاب، ورحب الجانبان بالعديد من الشراكات والتعاون القائم بين البلدين في مجال الأمن.
وفي ما يتعلق باليمن، حثت دولة الإمارات وألمانيا بشدة على التوصل إلى حل سياسي استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وجميع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويؤكد البلدان أهمية تنفيذ اتفاق استوكهولم وفقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2451 ورقم 2452 والتزامهما بتحقيق هذه الغاية، وأعرب الجانبان أيضاً عن تأييدهما للجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث.
وفي ما يتعلق بإيران، أعربت كل من دولة الإمارات وألمانيا عن قلقهما إزاء تنامي التوترات في المنطقة، وتدعوان إيران إلى القيام بدور إيجابي والامتناع عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية، وأكدت كل من الإمارات وألمانيا مجدداً على ضرورة الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات القائمة حالياً، وترى الإمارات وألمانيا أيضاً أن مراعاة سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أمر أساسي لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي ما يتعلق بليبيا، ترى كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر، وأن الإطار السياسي للمبعوث الأممي غسان سلامة يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية الحالية، وأن الحيلولة دون تصعيد الصراع أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واتفق البلدان على أن منطقة الساحل تواجه تحديات سياسية واقتصادية وبيئية معقدة، ولا سيما في ما يتعلق بالأمن والتنمية والحوكمة والتغير المناخي، وأبدى الجانبان استعدادهما للتعاون وتقديم الدعم المشترك للنيجر في مجالات التعاون الاقتصادي والبنية التحتية وإصلاح قطاع الأمن.
ورأت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، أن الصراع الدائر في سورية لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، ويؤيد الجانبان بشدة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن في مساعيه لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ويدعوان جميع الأطراف المعنية إلى دعم تلك الجهود.
في سياق متصل، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، بمقر إقامته في برلين، وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، هايكو ماس، وجرى خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بحث علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها.
كما استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزير الاقتصاد في جمهورية ألمانيا الاتحادية، بيتر التماير، وعدداً من ممثلي مختلف الشركات الألمانية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين دولة الإمارات وألمانيا.
ولي عهد أبوظبي:
«العلاقات الإماراتية الألمانية قوية ومتنوعة ومتنامية، وشهدت نقلات نوعية كبيرة في المجالات المختلفة».
المستشارة الألمانية:
«ألمانيا حريصة على توثيق روابط الصداقة مع دولة الإمارات، وتتطلع إلى مزيد من التعاون».
البلدان يعربان عن قلقهما إزاء تنامي التوترات في المنطقة، ويدعوان إيران إلى الامتناع عن أي خطوات تصعيدية.
تعاون في مختلف المجالات
تناول البيان المشترك لدولتي الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، تشديد البلدين على أهمية زيادة التعاون الاقتصادي الثنائي من خلال تبادل أفضل الممارسات والمعايير، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات وفرص الأعمال التجارية، واتفق البلدان على أهمية المشاورات الاقتصادية المؤسسية الدورية رفيعة المستوى، لاسيما اللجنة الاقتصادية المشتركة، وأكدا استعدادهما لتشجيع التبادل التجاري بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين، وأكد الجانبان مجدداً رغبتهما في تطوير مجالات جديدة للتعاون ضمن ما يطلق عليه «الثورة الصناعية الرابعة».
وفي مجال الطاقة أكد البلدان التزامهما بتوسيع نطاق تعاونهما مع التركيز بشكل خاص على الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وكذلك على المصادر التقليدية في قطاع النفط والغاز. وفي مجال المساعدات الإنسانية، أعرب البلدان عن التزامهما الراسخ بتقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم، والعمل من أجل تحسين وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الإنسانية.
وأعرب البلدان عن حرصهما على مواصلة تعزيز المشاركة الثقافية الثنائية بين شعبيهما، والتعاون في مجال التعليم والبحث العلمي وفي مجال البيئة والتغير المناخي، وأكدا مجدداً التزامهما بالتصدي للتحديات العالمية التي يفرضها التغير المناخي والتخفيف من حدتها.
برلين – وام