كاتب سعودي
كان البارحة مساء مختلفاً، فقد تسمر الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية أمام شاشة الـcbs، لمتابعة الحديث المسجل مع الأمير محمد بن سلمان. ولم يكن الأمر مقتصراً على أمريكا، فقد كان الحال كذلك في كثير من عواصم الدنيا ودوائر القرار السياسي في أوروبا وروسيا. ليس هذا فحسب، فقد حبست إيران أنفاسها وهي تبحلق وتنصت وترتعد، وكان القابع في سردابه في الضاحية يعد أصابعه، وربما كان إلى جواره عبدالملك الحوثي.
هكذا ينجح محمد بن سلمان في لوي الأعناق وشد الأبصار وكتم الأنفاس حينما يتحدث بالنيابة عن كل مواطن سعودي، وذلك لأنه أدرك أن العالم ظنوا أن هذه المملكة دولة مسالمة عن ضعف ومتغافلة عن عجز ومترفعة عن خوف، وما علموا أن المملكة ترعى الأخوة العربية والجيرة والصداقة، لكن بعض أشقائنا في الخليج، وبعض جيراننا في الإقليم، وبعض إخواننا العرب تمادوا في سوء فهمنا على ما نحن عليه من قوة وإرادة وعزم وحسم، وهو ما اقتضى كثيرا من التحولات السياسية التي تعيشها المملكة في عهد الملك سلمان، وهو ما يجسده ولي عهده الأمير محمد بن سلمان في زياراته، وما يعقده من تحالفات وصفقات ومصالح متبادلة، وما يجريه من تغيير لكثير من المواقف السياسية لعديد من الدول الكبرى التي عرفت بالأدلة والوقائع الاستهدافات والمخاطر التي تحيط بالمملكة من دولة جبلت على خلق النزاعات وتفجير الأوضاع بسبب خرافة أيديولوجية ترى ضرورة أن لا تستقر الأوضاع، كيما يتهيأ المناخ المناسب لخروج الإمام الغائب، وهو ما جعلها تتسرب من خلال بعض الخواصر العربية الضعيفة لتخلق لنفسها منظمات إرهابية تمارس بالنيابة تخريب الأوضاع في العراق ولبنان وسورية واليمن، وفي الخليج كان نظام الحمدين نشازاً خارج منظومة مجلس التعاون الخليجي، فكان النظام القطري ينسج المؤامرات، ويربك مسيرة المجلس، ولا ينصاع للتنبيهات والتحذيرات التي كانت تصله تباعاً، لأنه كان متكلاً على حلم المملكة وسعة بالها وصفحها الدائم، لكن اليوم غير الأمس، لأن التسامح ليس عجزاً، ومراعاة الأخ الكبير لنزق الصغير لا تعني تركه يمارس تخريبه وتآمره على بقية الإخوة، وهذا هو الذي جرى بعد ذلك من ردع للحوثي ومقاطعة للحمدين وإعادة للحمة العربية مع العراق الذي أغرقه الوحل الإيراني.
لقد جاء الأمير محمد بن سلمان في زمن فارق ليتولى بتكليف وتشريف من والده الملك سلمان، وبتفويض شعبي سعودي قيادة التحول لهذه البلاد، حتى جعلها في منصة عالية تليق بوزنها الروحي والسياسي ووزنها الاقتصادي، ولتكون محققة لآمال وطموحات وطن يشكل الشباب فيه غالبية عظمى.
حفظ الله المملكة السعودية المتجددة وأعزها ورفع مكانتها في مشارق الأرض ومغاربها.
المصدر: عكاظ