تتفاقم يوما بعد يوم معاناة سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، بسبب حصار خانق منذ عامين، حيث قضى عددا من سكانه جوعا أو بسبب المرض نتيجة عدم توفر الدواء، كما اضطر الكثير منهم في بعض الأحيان إلى أكل الحشائش للبقاء على قيد الحياة.
ويقول ناشط، رفض الكشف عن هويته، لـ”سكاي نيوز عربية” إن “من تبقى من سكان مخيم اليرموك يعيش حالة حصار خانق وإن عدد الذين قضوا جوعا قد وصل إلى نحو 200 شخص، الكثير منهم أطفال ونساء وكبار في السن”.
ويعيش الكثير من الناس على عشبة برية تدعى “إجر العصفور” وهي عشبة شبه سامة يبلغ ثمن الحزمة الواحدة أكثر من 300 ليرة سورية، وهذا يعتبر ثمنا باهظا في ظل الحصار وقلة الموارد.
وتلجأ النساء إلى غلي العشبة عدة ساعات للتخفيف من تأثيرها السام حتى تتحول إلى مجرد ألياف تملأ المعدة لتخفف من الشعور بالجوع.
ويقول الناشط إن “الأسر الميسورة الحال غالبا ما تكتفي بوجبة بسيطة واحدة يومية، أما العائلات المعوزة فتأكل وجبة واحدة كل 3 أيام على أقل تقدير”.
وأشار الناشط إلى أن المساعدات، التي تدخل المخيم كل بضعة أشهر، قليلة للغاية ولا تكفي سوى بضعة أيام لمن يتمكن من الحصول عليها.
وتشير مصادر إلى أن نحو 18 ألف شخص يعيشون الآن في المخيم، من أصل نحو 160 ألفا قبل اندلاع أعمال العنف في سوريا قبل 4 سنوات.
ويعيش المحاصرون في المخيم ظروفا مأساوية، فمنهم من اضطر لاستخدام مياه مخزنة غير صالحة للشرب، فضلا عن نقص المواد الغذائية ومستلزمات الرعاية الطبية، إضافة للنقص الكبير في مستلزمات التدفئة خلال فصل الشتاء.
من جانبه، دعا المفوض العام لوكالة الأونروا، بيار كرينبول، إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك المحاصر، وقال إن آخر مساعدات دخلت المخيم، كانت قبل 3 أشهر.
وقد تم قطع إمدادات مياه الشرب عن السكان منذ سبتمبر الماضي، فيما يعيش السكان بلا كهرباء منذ أبريل 2013.
المصدر: محمد جمعة جبالي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية