لا مفاجأة في أن تنبري محطة ما، وبنبرة دعائية فجّة، في إنتاج ما أطلقت عليه «وثائقي» مليء باتهامات مباشرة موجَّهة للإمارات، سرعان ما تلقفته «أقلام رخيصة» وحسابات إلكترونية «مدفوعة الأجر»، لتتولى بدورها عملية الترويج والحشد على منصات التواصل، بينما لا مانع هنا من اجتزاء كلمات أو تزييف مواقف، لإضافة المزيد من «البهارات» لـ«الوصفة المسمومة».
وعلى كل حال، فإننا نعرف دوافع مثل هذه الوصفات السامّة جيداً، وندرك مراميها، ولا نعتقد أن مثل هذا الخبث في الطرح وما أعقبه من ترويج، خرج إلى العلن اعتباطاً، بل تمت صياغته بأيدٍ لها ارتباطاتها وأيديولوجياتها المنحازة إلى مشروع الإرهاب في العالم كله، بل والبحث له عن مسوغات.
كما لا نجاوز الحقيقة، إذا قلنا: إن المتضررين من مواقفنا السياسية معروفون، وما يزعجهم معروف لدينا أيضاً، بينما لا يزال «معتنقو التنظيمات الإرهابية» يعانون من أحقاد قديمة وأمراض متأصّلة، عادة ما تدفعهم لممارسة الكذب وصناعة وترويج الإشاعات، متناسين أن الإمارات عصيّة على كل هذه التُّرَّهَات، بينما مواقفها نابعة من مصلحتها الوطنية وقرارها السيادي الذي لا يقبل أبداً بأي مساومة أو ابتزاز.
وإذا كانت «مراكز ترويج الكذب» مشغولة هذه الأيام بإنتاج الافتراءات وتسويق الأوهام، فإننا بالمقابل لن نتوقف عن نهجنا في التسامح والاعتدال، ومحاربة التطرف بحزم وعزم، ووفق القانون والمعاهدات الدولية، بينما لن يثنينا مثل هذا «الخبث» عن هذه القناعة.
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى ما قدمته بلادنا للإنسانية وسلامها واستقرارها، ومساهماتها في إيجاد حلول حقيقية ودائمة للعديد من قضايا العالم، وجهودها المشرِّفة في حل النزاعات ونزع فتيل التوترات، ومبادراتها المتلاحقة لتعزيز آفاق الحلول السياسية للوصول إلى تسويات سلمية في الكثير من المناطق في العالم.
ولكلّ محبي الإمارات الذين قد تكون قد أزعجتهم هذه «المناورة المكشوفة» نقول: إن سمعة بلادنا مشهودة بفضل قيادتها، وعزم أبنائها وبناتها، ولا تضرنا مثل هذه التُّرَّهَات وقد بلغت قوتنا الناعمة نضوجها وذيوعها في العالم.. أما هذا النوع من «التشويش» فمعتاد، ودائماً ما يؤول إلى الفشل الذريع، بينما لا جديد في هذه الحملة الموجهة سوى أن خيبتها أكبر منها.
المصدر: الاتحاد