كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
ما من مهنة إلا ويوجد فيها مرتزقة يمارسونها للتسلق والكسب غير المشروع، ولا يهمهم من أجل ذلك النهج الذي يسلكونه.. لكن مرتزقة الإعلام هم الأسوأ من بين أنواع المرتزقة، خاصة إن ارتبط الأمر بقضايا الشعوب وحرياتها وإجرام الأنظمة بحق مواطنيها.. هنا تظهر الحقائق جلية لا مجال لأي لبس فيها، لأن المرتزق يمارس أقذر السلوكيات من تزوير ومخالفة ضمير وقلب معلومات وإخفاء غيرها، وتشويه أشخاص مخلصين جيدين، ورفع نقيضهم من الرديئين والقتلة إلى مراتب النزاهة والبراءة. وإذا كانت الحالة حربا بين الحق والباطل، يظهر الباطل منتصرا دائما عند مرتزقة الإعلام، فيما الحق هو المهزوم لديهم.
حالات مرتزقة الإعلام برزت بوضوح بعد بدء أحداث الربيع العربي، وأكثر حالاتها شهرة قيام معمر القذافي قبل مقتله بدفع الملايين لـ”مرتزق” كي يؤسس فضائية تدافع عن “العقيد” وتبرز عظمته وتهاجم خصومه، ولأن كل الأمكنة لا تستضيف تلك الفضائية لم يجد صاحبها بدلا عن رعاية النظام السوري لها فأطلقها من دمشق.
ثمة حالة أخرى أكثر حداثة من السابقة، وهي حالة إعلامي أرفق مغادرته لقناة “الجزيرة” بجعجعة ظهر طحينها لاحقا عبر قناة “الميادين” الفضائية، ومن خلال أسلوب القناة في تغطياتها للأحداث السورية وأخبار حزب الله يمكن بسهولة الوصول إلى أن ثمة مرتزقا إعلاميا يتكسب من النظام السوري والموالين له في لبنان، وإلا فما معنى أن كاميرا “الميادين” ترافق جيش النظام أثناء دخول الأبنية واقتحام البيوت؟ هذه الميزة التي لم تحصل عليها القنوات العربية والعالمية القوية وذات النسب العالية من المشاهدة.
قناة “الميادين” التي يتشدق مؤسسها بالقومية والممانعة، تقف إلى جانب القاتل ضد الضحية، وإلى جانب الطاغية ضد الشعب، وتخالف ما كتب على موقعها حين تطالب من يساهمون بها بـ”عدم انتهاج سلوك عدواني أو مسيء وعدم إثارة الفتن أو التحريض العنصري والطائفي.. ويجب أن تكون مساهماتكم مهذبة لا تخدش الحياء العام”. فكل ذلك ليس أكثر من كلام للترويج، فالقناة تبث أخبار “انتصارات” جيش النظام فقط، وتحاول مساعدته على الثبات إعلاميا، وتمارس أبشع صور الطائفية كما في محاولاتها التحريضية وهي تستضيف لبنانيين من مذهب بعينه يعلنون عن خطف سوريين ويهددون بخطف غيرهم، متجاهلة أنها أصبحت شريكة بالجرم بإظهار المجرم يتفاخر بفعلة ارتكبها على أرض دولة يفترض أن لديها قوانين لا تسمح بتلك التجاوزات. ولكم أن تتخيلوا فضائية تحوز السبق بتصوير قاتل يشرح باعتزاز كيفية ارتكاب جريمته، ثم تتركه يذهب.. هكذا هي “الميادين”.. ولكن العجب يزول إذا تذكرنا أن وراءها من “يرتزق” ويعبث بالإعلام ليقبض، متخليا عما يسمى “شرف المهنة”.
المصدر: الوطن اون لاين