«مركز الملك عبدالعزيز» يتبنى برنامجاً سعودياً – بريطانياً لتفعيل المسرح

منوعات

الدمام – أحمد عبدالفتاح

شهد افتتاح مهرجان مسابقة الطفل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون في الدمام مفاجأة للمسرحيين السعوديين الذين حضروا الحفلة، إذ أعلن مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي فؤاد الذرمان رسالة يتبناها المركز، وهي ذات عناصر ثلاثة: إثراء المعرفة وإثراء الإبداع وإثراء التواصل الحضاري.

وقال الذرمان لـ«الحياة» إن المركز يطلق بالتوازي مع فعاليات مسرح الطفل، «برنامجاً جديداً هو برنامج إثراء الفنون الأدائية والمسرحية، الذي يأمل بأن يشكل إسهاماً في تأسيس نواة صناعة مسرحية مبدعة في المملكة، وأن يعزز الحراك المسرحي، ويسهم ولو بشكل يسير في حلم انتقال المسرح إلى مسرح عالمي».

وأوضح الذرمان أن برنامج إثراء الفنون الأدائية والمسرحية «يتضمن تقديم 10 ورشة إثرائية مكثفة خلال العامين 2013 و2014، ويستفيد منها نحو 500 شاب من ذوي الاهتمامات والملكات المسرحية في الفئات العمرية بين 16 و 28 عاماً، وحرص المركز على أن التعاون في إطلاق هذا البرنامج سيبدأ مع فرعي جمعية الثقافة والفنون في الدمام والإحساء ومع مؤسسة عالمية هي مسرح الشباب الوطني البريطاني»، منوهاً بأنه سيتم اختيار10 مشاركين سيرسلون إلى بريطانيا لحضور تدريب مكثف، وزيارة أهم المسارح البريطانية حتى يتسنى لهم التعرف على صناعة أهم المسرحيات التي مازالت تعرض منذ أعوام عدة، وسيكون هناك اختبار لكل المشاركين بغرض إنتاج عمل فني مميز، وسيتم عرضه ضمن برنامج أرامكو السعودية الثقافي في الظهران في نوفمبر هذا العام، «وسيكون الشباب السعودي الذين خضعوا للتدريبات هم العنصر الرئيس في هذا العمل، الذي نسعى أن يكون ذا جودة وأن يؤسس لصناعات ثقافية وإبداعية تعزز التنوع الحيوي في اقتصاد الممـــــلكة». من جانبه، أكد مدير جمعية الثقافة والفنون الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل أن شركة أرامكو السعودية «قادرة على الانجاز والتميز في كل شيء تقوم به، و لديها الآن مشروع للمساهمة في تطوير الثقافة والفنون في المملكة، ومن المتوقع أن يكون له دور كبير في إثراء الحركة الفنية عموماً، خصوصاً وأنها تملك الإمكانات والرؤية المتقدمة لمستقبل الفنون الأدائية». ويضيف السماعيل أنه يتفق تماماً مع ما طرحه الذرمان، «وهو رجل قريب جداً من هموم وحاجات الوسط الفني والثقافي في المملكة، في كلمته وتشخيصه جهود مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي المستقبلية لإثراء ودعم المواهب والطاقات الإبداعية السعودية في المجالات الفنية، والتركيز بخاصة على المعرفة والتدريب بالشراكة مع جهات الاختصاص العالمية، وهو ما نحتاج إليه بالفعل»، متمنياً أن يتطور ذلك إلى إنشاء مركز تدريب دائم للفنون الأدائية في المملكة، تحت إشراف مركز الملك عبدالعزيز بالظهران، «وهذا ليس بمستغرب على أرامكو السعودية، التي لعبت ولا تزال دوراً حيوياً مهماً طوال تاريخها في دعم التنمية». وأشار السماعيل إلى أن الفنون في المملكة «بحاجة ماسة إلى دعم، ليس من أرامكو فقط بل ومن الدولة أيضاً، لأنها أكثر المجالات حيوية وانتشاراً بين شباب المملكة اليوم، وأقلها دعماً في خطط التنمية والدعم المالي للأسف، خصوصاً في مجالات البنية التحتية من أكاديميات متخصصة ومسارح ومقار دائمة وقاعات للمعارض. وبنظرة بسيطة على نشاطات جمعية الثقافة والفنون في فروعها الـ16 المنتشرة في مناطق المملكة، ستجد طموحاً كبيراً ونشاطاً محموماً طوال العام في المجالات كافة، كل ذلك يقدم بأبسط الإمكانات المادية، ولذلك ننحن ننتظر بشغف جهود أرامكو السعودية والجهود الحكومية أيضاً في هذا المجال، فالدرس الأكاديمي للفنون الأدائية هو ما يعطي للفن قيمة علمية، ويمنح المواهب السعودية فرصة التألق والإبداع، كما أنه يحافظ على مستوى التراكم المعرفي والفني لدى الحركة الفنية في تعاقب أجيالها، وهو أكثر المكاسب التي نخسرها سنوياً».

المصدر: صحيفة الحياة