قال مسؤولون مشاركون في اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، إن دبي طرحت العديد من المبادرات والخدمات التي تسهم في رسم «مدن المستقبل» من خلال تطوير وسائل النقل الجماعي والأبنية الخضراء والخدمات الذكية للسكان فضلاً عن الطاقة النظيفة. وذكروا خلال جلسة بناء مدن المستقبل، أمس، أن تخطيط المدن يجب ألا يعتمد على توفير النقل والسكن فقط، بل يجب الدمج بين مختلف الخدمات التي يتطلع إليها القاطنون، كما يجب توفير حلول للمشكلات ضمن منظومة واحدة، مشيرين إلى أنه لا جدوى كبيرة من استخدام السيارات ذاتية القيادة في حال ازدحام الطرق.
أفضل الوسائل
وتفصيلاً، قالت رئيسة شركة «درايف سويدن»، كاترينا المساتر سافيد، إنه «مع تزايد عدد سكان المدن، فإن المزيد من المشكلات تظهر بخصوص مدن المستقبل القائمة على توفير أفضل وسائل المعيشة للسكان من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لجعل المدن مكاناً يرغب الناس في العيش والعمل فيه»، مبينة أن «التحديات الراهنة تتمثل في النمو الكبير في عدد السكان وازدحام الطرق وانبعاثات الكربون وعدم وجود مساكن كافية».
وأضافت سافيد، في جلسة بناء مدن المستقبل خلال فعاليات اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، أمس، أن «الكثير من المشكلات يمكن حلها من خلال توفير وسائل نقل ومواصلات ذكية بجودة عالية»، مشيرة إلى أن «تقليل عدد المركبات على الطرق والتغلب على آثارها البيئية لايزال أولوية».
تحديات متشابهة
وأوضحت سافيد أن «هناك تحديات متشابهة في مختلف المدن حول العالم، إلا أن الحلول يمكن أن تكون مختلفة بحسب طبيعة كل مدينة»، لافتة إلى أن «منظور تخطيط المدن يجب ألا يعتمد على توفير النقل والسكن فقط، بل يجب الدمج بين مختلف الخدمات التي يتطلع إليها القاطنون، وفي الوقت نفسه يجب توفير خيارات للناس».
وأشارت إلى أن «المدن الذكية تستفيد من التكنولوجيا الحديثة للحصول على معلومات تخفض من الكلفة على جميع الأطراف».
وذكرت سافيد أن «دبي بدأت قبل فترة طويلة طرح مبادرات ومشروعات سباقة في إطار التحول إلى المدن الذكية والمستدامة القائمة على تطوير وسائل النقل الجماعي والأبنية الخضراء، والمزيد من الخدمات الذكية للسكان»، مشيرة إلى أن «الإمارة قطعت شوطاً مهماً وشهدت تحولات نوعية خلال الفترة الأخير ة».
فجوة بين المدن والأرياف
من جهتها، قالت عضو مجلس القيادات الشابة وعضو مجلس المدن في مجالس المستقبل العالمية، أيدا أوكين، إنه «مع التطورات الأخيرة نجد أن هناك فجوة بين المدن والمناطق الريفية، فالمدن انهمكت في العولمة والحداثة، في حين أن فئات أخرى من السكان شعروا بأنهم ليس لديهم نفاذ إلى الخدمات المتوافرة في المدن اليوم».
وأضافت أوكين أن «توفير السيارات ذاتية القيادة وغيرها يجب أن يقابله المزيد من الحلول الأخرى، فإذا كانت الطرق مزدحمة فإن جميع المركبات ستتأخر عن الوصول إلى وجهاتها»، لافتة إلى أهمية مشاركة المزيد من الأفراد للمركبة الواحدة ضمن المدن، وإيجاد منافع للسكان لاتباع هذه الطريقة.
جميع الشرائح
وبينت أوكين أنه «لا يمكن بناء مدن المستقبل للسيارات فقط، إذ إن تراجع عددها يخفض من انبعاثات الكربون ويجعل الطرق أكثر أمناً وسلامة بالنسبة للسائقين والمشاة ومستخدمي الدراجات الهوائية»، مشيرة في الوقت نفسه إلى «فرض معايير لتوفير الطبيعة والمساحات العشبية والحدائق التي تقلل من درجات الحرارة، وتحسّن المناخ».
وشددت أوكين على «ضرورة إشراك جميع الشرائح الاجتماعية والمؤسسات والقطاع الخاص في مبادرات مدن المسقبل». وأكدت أن «دبي تسعى جاهدة لتوفير أفضل الخدمات للسكان بمفاهيم عصرية تتماشى مع متطلبات مدن المستقبل»، لافتة إلى أن «الإمارة طرحت خلال السنوات الأخيرة مشروعات لتوفير الطاقة النظيفة».
التقنيات الجديدة
بدوره، قال المدير العام لمختبر «سينسبل سيتي»، ودراسات المدن والتخطيط في الولايات المتحدة، كارلو راتي، إن «التكنولوجيا توفر اليوم حلولاً كثيرة تسمح لنا بالتواصل، وهذا هو مفهوم المدن الذكية، أي كيفية الاستفادة من الابتكارات والتقنيات لتقديم أفضل الخدمات لسكان المدن التي تتطلع اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الاستدامة».
وأضاف راتي أن «التقنيات الجديدة تتمحور حول موضوعات عدة من خلال استغلال فكرة المدينة الذكية والبيانات المتاحة لتوفير أكبر قدر من المعلومات للسكان، وزيادة إشراك مختلف الشرائح الاجتماعية في مبادرات الاستدامة ومدن المستقبل»، موضحاً أن «دبي طرحت العديد من المبادرات والخدمات التي تسهم في رسم مدن المستقبل».
المصدر: الإمارات اليوم