أكد بريس روبان، المدعي العام في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، أن اندرياس لوبيتز، مساعد قائد طائرة «ارباص ٣٢٠» التابعة لـ «جرمان وينغز» الألمانية التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية الثلثاء الماضي، أسقط الطائرة عمداً بـ «كبسة زر»، ما أدى إلى مقتل 150 شخصاً. جاء ذلك بمثابة الصدمة الثانية بعد صدمة مقتل جميع ركاب الطائرة.
ويبدد ذلك تساؤلات حول احتمال تعرض الطائرة لخلل تقني جعلها تتهاوى لمدة عشر دقائق فوق جبال الألب قبل أن تصطدم بإحدى القمم، لكنه يطرح سؤالين حول رغبة لوبيتز في الانتحار أو تنفيذ عمل إرهابي، ما يعني أن التحقيقات ستركز على التدقيق في سيرة لوبيتز، سعياً إلى تحديد دوافع فعلته بالتعاون مع السلطات الألمانية التي لم ترصد مؤشرات إلى علاقته بالإرهاب.
ويعرف عن لوبيتز، وهو ألماني عمره 28 سنة، أنه شاب هادئ يعمل لدى «جرمان وينغز» منذ العام ٢٠١٣ بعدما حاز الشهادات المطلوبة لقيادة طائرة «ارباص ٣٢٠».
واعتبر المدعي العام روبان الذي يقود التحقيقات، انتحار لوبيتز «فرضية مطروحة لكنها ليست أكيدة»، مشيراً إلى أن كلمة انتحار «لا تصح لوصف تصرفٍ قتل عدداً كبيراً من الناس». وزاد: «لا نزال في بداية التحقيق، ولا أملك عناصر كافية لإثبات ذلك، كما لا مؤشرات إلى ترجيح فرضية الإرهاب، ولا نعلم صلة لوبيتز بأوساط إرهابية».
وأشار روبان إلى أن قبطان الطائرة باتريك إس. «غادر قمرة القيادة بعد محادثة ودية مع لوبيتز. وحين عاد وجد الباب موصداً فطلب فتحه، لكن لوبيتز لم يرد وشغّل زر عملية الهبوط، ما جعل الطائرة تهوي بسرعة فائقة لمدة عشر دقائق قبل أن تتحطم».
وأفادت «لوفتهانزا» الشركة الأم لـ «جرمان وينغز» بأن فتح باب قمرة القيادة من الخارج ممكن باستخدام شيفرة وفقاً لقواعد اعتمدت بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لكن الشركة المصنّعة للطائرة أكدت إمكان تعطيل نظام الشيفرة من داخل القمرة.
وكشف روبان أن «صراخ الركاب لم يُسمع إلا في الدقائق الأخيرة للتسجيل الذي نقله أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، ما يعني أنهم قضوا فوراً، فيما كان لوبيتز يتنفس في شكل طبيعي بلا أي مؤشر إلى اضطراب في سلوكه».