(القاهرة – أ ف ب)
لوَّح آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير في وسط القاهرة ببطاقات كرة قدم حمراء كُتِبَ عليها «ارحل» للرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي. وهتف المتظاهرون «الشعب يريد إسقاط النظام»، وهو الهتاف الأشهر الذي رفعه المتظاهرون في الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ومهدت الطريق لتولي مرسي حكم البلاد. ورفع عشرات من المتظاهرين البطاقات الحمراء وهتفوا «ارحل ارحل».
ويطلق عشرات المتظاهرين أبواق آلة الفوفوزيلا (آلة تستخدم في مدرجات كرة القدم) بشكل احتفالي وتباع أعلام مصر في كل مكان في الميدان بينما تذيع ميكروفونات أغاني وطنية ترج الميدان.
ورغم أن المركز الرئيس المعلن للتظاهرات التي من المفترض أن تنطلق في الخامسة عصراً هو محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، إلا أن التحرير ظل قبلة التظاهرات تماماً كما كان قبل ثلاثين شهراً حين أسقط اعتصام دام 18 يوماً حكم الرئيس المصري السابق. وانتُخِبَ مرسي كأول رئيس مدني في تاريخ البلاد في يونيو 2012، لكن المتظاهرين يتهمونه بخيانة أهداف الثورة وبمحاولة تكريس السلطة في يد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
وفي كل أرجاء الميدان، علق المتظاهرون صوراً لمرسي وُضِعَ عليها علامة (X) حمراء. واستبدل المتظاهرون صور رموز نظام مبارك التي رفعوها قبل عامين بصور لرموز جماعة الإخوان المسلمين.
ووُضِعَت صور مناهضة للمرشد العام للإخوان محمد بديع، ونائبه، خيرت الشاطر، وقادة الجماعة مثل: محمد البلتاجي، وعصام العريان، وعليها علامات (X) حمراء.
وتعالى هتاف «مرسي يا أبو وشين (وجهين).. قسمت البلد اتنين» في إشارة إلى حالة الانقسام الحاد بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري.
وانتشرت حول الميدان لجان تأمين يقف فيها شباب يرتدون سترات فسفورية ويقومون بتفتيش الداخلين للميدان حرصاً على سلمية التظاهرات.
ويتبادل أنصار ومعارضو مرسي الاتهامات باستخدام العنف خلال التظاهرات.
وبجوار لافتة كُتِبَ عليها «ممنوع دخول الإخوان»، قال الشاب عصام أحمد المشارك في تأمين الميدان: «نحن نقوم بتأمين ميدان الثورة من أعدائها». ودعت لتظاهرات أمس الأحد حركة تمرد التي تقول إنها جمعت 22 مليون توقيع على استمارتها التي تطالب بسحب الثقة من الرئيس المصري وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وعلى الجانب الآخر للقاهرة، يتظاهر آلاف من مؤيدي الرئيس مرسي من الإسلاميين في ضاحية مدينة نصر دعماً لشرعيته.
ويقول أنصار مرسي إن خلع رئيس منتخب يعد انقلاباً على الديمقراطية لن يسمحوا به.
.. والرئيس: هذه ليست ثورة ثانية.. وأرفض الانتخابات الرئاسية المبكرة
لندن – د ب أ
أكد الرئيس المصري، محمد مرسي، أنه لن تكون هناك ثورة ثانية، ورفض، في تصريحاتٍ خاصة لصحيفة «الجارديان» البريطانية نشرتها أمس الأحد، الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وذكرت الصحيفة أن مرسي رفض في الحوار الخاص دعوات المعارضة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأوضح أنه لن يسمح بأي انحراف عن أحكام الدستور وأن استقالته المبكرة قد تضعف شرعية مَنْ يأتي بعده ما أوجد حالة من الفوضى التي لا نهاية لها.
وقال :»إذا ما غيَّرنا مسؤولاً منتخباً وفقاً للشرعية الدستورية، فإن آخرين سيعارضون الرئيس الجديد، وبعد أسبوع أو شهر سيطالبونه بالتنحي».
وذكرت الصحيفة أنها عندما سألته عما إذا كان واثقاً في أن الجيش لن يُقدم على السيطرة على حكم الدولة التي أصبحت الأوضاع فيها خارجة عن السيطرة، أجاب «جداً».
واتهم مرسي الإعلام الخاص بأنه يبالغ في تصوير قوة خصومه، وقال إن الإعلام «يركز على مواقف صغيرة ويبالغ فيها وكأن الدولة كلها تعيش حالة من العنف». واعترف مرسي لأول مرة في تصريح للإعلام الأجنبي بأنه «نادم» على إصدار الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات واسعة، وقال: «لقد أسهم بصورة ما في إشاعة حالة من سوء الفهم في المجتمع». وأكد مرسي للصحيفة أن عزوف المعارضة عن المشاركة في العملية السياسية هو الذي أدى إلى المأزق الحالي.