ترك المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بصمات خالدة ومؤثرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للإمارات، إذ قال عنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «كان راشد فارساً مغواراً وصانعاً من صنّاع الاتحاد، خلّف أعمالاً جليلة وإنجازات خالدة».
بينما قال عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»: «رحل الشيخ راشد فقيد البلاد الكبير عنا ولم يتحدث يوماً عن إنجازاته على الإطلاق، رحل المغفور له، بإذن الله، وبقيت ذكراه وإنجازاته خالدة».
في عام 1959 أمر الشيخ راشد، رحمة الله عليه، بتأسيس مطار دبي الدولي. والذي يصنف الآن أكبر مطارات العالم من حيث حركة الركاب الدوليين. لقد رحل راشد صاحب الفكر الاقتصادي النهضوي الذي سبق عصره، ولكن ترك بصماته المؤثرة التي تزدهر بها الآن «دانة الدنيا» دبي الرائعة، الأجمل بين مدن العالم، والتي يصفها ويصنفها الإعلام العالمي كل يوم بمسميات مختلفة.
وفي نوفمبر2021، حاز مطار دبي الدولي لقب أكثر مطارات العالم ازدحاماً بالمسافرين الدوليين في أكتوبر، وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة «أو إيه جي أفييشن» البريطانية المتخصصة في استشارات الطيران، حيث بلغت السعة المقعدية في مطار دبي خلال أكتوبر 2728723 مقعداً، ما منحه الصدارة بفارق يبلغ حوالي 240000 مقعد عن أقرب منافسيه، وهو مطار «شيفول» بالعاصمة الهولندية أمستردام، والذي سجل 2479152 مقعداً. وجاء مطارا «فرانكفورت»، و«هيثرو» بلندن، في المركزين الثالث والرابع، على التوالي، فيما كان المركز الخامس من نصيب مطار «إسطنبول».
وذكرت «أو إيه جي افييشن» أن الإمارات عموماً، مُهيأة لتسجيل زيادة لافتة في حركة مرور المُسافرين العالميين عبر مطاراتها، وذلك بعد إعادة فتح الأسواق التقليدية للمسافرين من وإلى الدولة، وفي مقدمها المملكة المتحدة، فضلاً عن تنظيم «إكسبو 2020 دبي».
كما احتل مطار دبي الدولي مكانة بارزة ضمن أجمل مطارات العالم بحسب قائمة أعدتها صحيفة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية. وضمّت القائمة إلى جانب مطار دبي الدولي، 13 مطاراً دولياً… ونشرت مجلة «تايم» الأمريكية قائمة بأفضل 11 مطاراً للتوقف في العالم، حلّ فيها مطار دبي الدولي في المركز الثالث بعد مطاري أمستردام الدولي ومطار شانغي الدولي في سنغافورة، متفوقاً على مطارات عالمية مثل مطار ميونيخ وكيفلافيك في أيسلندا، وهارتسفيلد جاكسون أتلانتا، وهونغ كونغ.
وقالت المجلة الأمريكية في تقريرها: «يستضيف مطار دبي المسافرين من جميع أنحاء العالم، ورغم أنه واحد من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، فإنه يتفاخر بعظمته من خلال المخزون الكبير والمتجانس من التسوق الفاخر من مجوهرات وحلي ذهبية، ونادٍ صحي فندقي فاخر، حيث يمكن للمسافرين أن يتوقفوا للاستمتاع بحمام بخار».
وكشفت وثيقة بريطانية سرية عن إعجاب رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر بمطار دبي الدولي، خلال زيارتها لدولة الإمارات العربية المتحدة، عام 1981، حيث أثنت المرأة الحديدية في الوثيقة على جهود الشاب الثلاثيني الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كان المطار وقطاع الطيران جزءاً من القطاعات الهامة المسؤول عنها والمشرف عليها آنذاك.
وأظهرت الوثيقة انبهار تاتشر بالتنظيم والتطور الذي رأته في مطار دبي، مبدية استياءها من عجز الحكومة البريطانية وإدارة مطار هيثرو عن إيجاد الحلول لمشكلاته المتراكمة، داعية وزارة النقل في بلدها إلى البدء فوراً في وضع خطة لتحسين مطار هيثرو.
وورد في الوثيقة المؤرخة بتاريخ: 27 أبريل 1981، تعليق لتاتشر قالت فيه: «إن المطار هو الذي يعطي الانطباع الأول للزائرين عن سمعة البلد الذي يزورونه، ومطار هيثرو سيئ للغاية، ويجب علينا أن نتعلم من مطار دبي».
مما لا شك فيه أن إمكانات دبي الاستراتيجية أدت إلى استمرارية دبي في الحفاظ على استراتيجيتها الحكيمة، المستمدة من الرؤية المتجددة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والرامية إلى مواصلة الاستثمار، ليس في مشاريع البنية التحتية فقط، وإنما على كل القطاعات الحيوية، وتعزيز قدراتها التنافسية، وهو ما أشار إليه تقرير التنافسية الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي»، من أن دولة الإمارات حلت في المرتبة الأولى في جودة «البنى التحتية وقطاع الطيران».
لقد عملت وبذلت دبي جهوداً مضنية برؤية قيادتها الرشيدة على تأسيس وتوطيد كل العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث استثمرت في بنيتها التحتية، وعززت الكفاءات البشرية، ووضعت رؤيةً طموحةً تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها ومنافستها كبرى مدن العالم حداثة وتقدماً لتؤكد للعالم أنها المدينة الأجمل والأكثر حداثة وتنافسية عالمياً.
المصدر: البيان