كاتب و روائي سعودي
في مقالة الأمس كتبت عن أهمية عودة الجائزة التقديرية للدولة، وفي هذه المطالبة وضع قاعدة ثقافية فنية قادرة على إسعاف الذائقة من التدني.. والصياغة الأمثل للجملة السابقة، النهوض من حالات التدني في كثير من الفنون ذات العلاقة بالذائقة… إذ لا تجد أي مؤسسة ثقافية أو فنية تحاول التخلص مما ران على المشهد المحلي، ربما يقول قائل إن تلك الذائقة أصابها الانحدار في أغلب الدول العربية.
وأعتقد أن هذا التردي في العالم العربي يعود إلى الرحلات السياحية وما يطلبه بعض السياح من أغان رديئة، ولكي نقف جيدا لتحديد المعضلة، نقول نعم كان هناك رحلات سياحية وما يطلبه السائح، وفي الوقت نفسه كانت المؤسسات الريادية والفنانون أصحاب الرسائل الثقافية والفنية ينتجون أعمالا وتوزع في العالم العربي، فيحدث نوع من التوازن والإبقاء على الحدود الدنيا من الجماليات.. أما الآن فالكل يبث الرداءة، وإذا عدت إلى الوضع المحلي – في الجانب الفني – أجد أن هيئة الترفيه فتحت الباب واسعا لجميع الأنواع والمستويات الفنية وأنصاف المواهب، وتسببت في فتح المجال لكل صوت يؤدي.
ما يحدث الآن من استضافة المنتزهات لبعض المؤدين (صعب أن أقول مطربين أو مغنين) حدث ولا حرج، من انتشار بعض أولئك المؤدين من غير خجل في تقديم ذاته على أنه فنان..
وأجدني أطالب هيئة الترفيه أن تكوّن لجنة لإجازة الأصوات التي تغني في المنتزهات، فلا بد من وجود جهة تحمي الذوق العام مما يجده من غثاء سوف يتحول إلى ركام ويغدو قاعدة لتفريخ كل أنواع الرداءات.
وأي بلد يحترم مكانته عليه أن يشرف على مصادر التغذية الثقافية والفنية، فكلما تواضع المنتج الثقافي والفني سحب البلد في اتجاه الانحدار الفني.
المصدر: عكاظ