تنطلق اليوم في أبوظبي الدورة الثانية عشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2014 بمشاركة محلية وعالمية، والتي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض برعاية من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات.
وأكدت اللجنة المنظمة للمعرض اكتمال الاستعدادات تزامناً مع انطلاق المعرض، حيث من المتوقع أن يستقطب المعرض على مدى أربعة أيام أكثر من 120 ألف زائر من مختلف دول العالم من محبي رياضة الصيد والفروسية والصقارة، إضافة إلى عشاق التراث ومسابقات الهجن والسلوقي العربي والفنون المتعلقة بالصيد والفروسية.
ويشهد المعرض في دورته الثانية عشرة تطوراً ملحوظاً وزيادة في المُشاركة الإقليمية والدولية، حيث زادت المساحة الصافية المخصصة للشركات العارضة بما يفوق 18% كما زاد عدد الدول المشاركة والعارضين بنسب مماثلة، حيث يشارك في هذه الدورة أكثر من 640 شركة من 48 دولة.
ويعمل المعرض من خلال فعالياته وأنشطته المتنوعة على خلق أساليب متطورة من أجل حماية البيئة وتعزيز الصيد المستدام، ويعزّز من استخدام الأدوات التقليدية في الصيد والمقناص التي استعملها العرب في التاريخ القديم.
وتبرز الزيادة الملحوظة هذا العام في مُشاركة الدولة بما يزيد على 120 شركة محلية والعديد من المؤسسات والجهات الحكومية والرسمية ذات الصلة بالحفاظ على البيئة وصون التراث.
فعاليات
ويحتضن المعرض 12 فعالية شيّقة تُعنى بالتراث الثقافي والحضاري للدولة وتتنوع بين الأنشطة والعروض والمسابقات، وهي: عروض الفروسية واستعراضات فرق الفنون الشعبية وأنشطة الرماية والصيد بأنواعه ومزاد الهجن والقرية التراثية ومسابقات الشعر النبطي وجمال الصقور وجمال السلوقي والرسم والتصوير الفوتوغرافي ومسابقة إعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية.
وتمتاز الدورة الحالية من المعرض الدولي للصيد والفروسية التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتضاعف مشاركة العارضين في قسم صيد الأسماك والأنشطة البحرية، وذلك سعياً من المشاركين واللجنة المنظمة لتلبية اهتمامات شريحة واسعة من الهواة والخبراء المعروفين على حد سواء في مجال صيد الأسماك والغوص والنشاطات والرحلات البحرية.
وأعربت الشركات الكبرى في هذه الصناعة، عن حماسها الكبير بالمشاركة، مُشيرين إلى أنّ وجودهم في معرض أبوظبي أصبح أمراً أساسياً، حيث إنه المعرض الوحيد المشهور في مجال الرياضات الخارجية في الدولة، ويمثل فرصة كبيرة للتعريف بالمنتجات الجديدة للزوار من دول مجلس التعاون الخليجي.
ويجمع المعرض الكثير من هواة صيد الأسماك ومالكي القوارب وهواة التخييم، بالإضافة إلى الصيادين وتعرض مجموعة كبيرة من الشركات متطلبات مختلفة تشمل الطعام وصناديق تجميد الأسماك والإسعافات الأولية وتجهيزات التخييم، حيث يمثل معرض أبوظبي بالنسبة لهذه الشركات منصة مثالية لترويج منتجاتهم وزيادة المبيعات. وتشارك شركة «إي زد تريلر» الإماراتية في المعرض الدولي للصيد والفروسية بدورته الثانية عشرة، بمقتنيات متنوعة وحديثة من حافظات الثلج بمقاسات مختلفة وألوان تتميز بها عن باقي الشركات المصنعة لهذا النوع من المنتجات.
شمولية
وقال محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، إن المعرض يثبت عاماً بعد عام أنه عبارة عن محفل تراثي شامل، حيث يتضمن برنامجاً ثقافياً حافلاً، وصوراً ومقتنيات نادرة جداً، وعاماً بعد عام يسير المعرض على خطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الحامي الأول لتراث الإمارات العريق والمنادي بضرورة تناقله عبر الأجيال كمصدر فخر واعتزاز لما قدمه الأجداد لهذا الوطن.
وأشار إلى أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية حرصت في هذا العام على المشاركة بكل برامجها وفعالياتها ليكون جناحها منصة تعريفية وتوثيقية لتراث الإمارات، وتُبرز منصّة العرض باللغتين العربية والإنجليزية جوانب من الهوية الإماراتية من خلال التركيز على موضوع التراث المادي والمعنوي عبر تسليط الضوء على الحرف المرتبطة بالصيد البرّي والبحري.
الحرف اليدوية
وشدّد المزروعي على أنّ المعرض يهدف إلى تقديم صورة عن أهمية الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية من وجهة نظر تاريخية وتراثية ومن خلال منظور الهوية والشخصية الإماراتية وغيرها من المواضيع، كما ويعرض المنتجات الحرفية الإماراتية التقليدية وكذلك التقنيات والمعدَّات المستخدمة لصنعها، كما يستعرض عناصر أساسية معنوية ومادية من الهوية الإماراتية والثقافة والممارسات، بالإضافة إلى الخلفية الاجتماعية الثقافية والاقتصادية للمعروضات والتقنيات المقدَّمة بأسلوب سلِس ومثير للاهتمام يمنح الجمهور تجربة بنَّاءة وتثقيفية تترك صدى طيباً في نفوسهم.
ويضمّ جناح اللجنة في المعرض وحدتين اثنتين وفضاء مفتوحاً تُعرض فيها مباشرة وعلى الملأ صناعة الحرف اليدوية التقليدية، بالإضافة إلى غيرها من المعروضات والتحف والمعَّدات المستخدَمة في التقاليد والعادات الإماراتية، إضافة الى منصَّة تحتضن برنامجاً شعرياً وأنشطة موسيقية ومجموعة من التُّحف الكبيرة الحجم المصنوعة يدوياً وفرق العيالة واستعراضات فنِّية أخرى مستوحاة من الثقافة والهوية الإماراتيتين تحتضنها الفضاءات المفتوحة في المعرض.
وقال المزروعي إن تم تخصيص منصات داخل المعرض للتعريف بالمهرجانات التراثية الأخرى كمهرجان ليوا ومهرجان الغربية للرياضات البحرية ومزاينة بينونة ومزاينة المورد واحتفالات اليوم الوطني التي تنظمها اللجنة ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة ومهرجان قصر الحصن ومهرجان الشيخ زايد التراثي.
وأوضح أن المعرض يستهدف جميع فئات المجتمع من مختلف الأعمار، كما يخدم رؤية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية الاستراتيجية، من خلال تسليط الضوء على الروابط التي تجمع بين الحرف التقليدية وموضوع الهوية الثقافية المحليَّة والنسيج الاجتماعي في ثقافة أبوظبي.
مشيراً إلى أن المعرض يعزز تاريخ الشعب الإماراتي ويجذب الانتباه إلى الخصائص التي تميِّزه في رحلته المستمرَّة والمتَّسمة بالصمود والابتكار والتجديد من أجل البقاء والتقدُّم بغية التغلُّب على التحديات التي تواجهه في كل وقت وحين.
جمال السلوقي العربي
تعتبر مسابقة السلوقي العربي التي تنظم على هامش المعرض سنوياً من أهم المسابقات التي تعنى بجمال السلوقي العربي (كلاب الصيد)، وأكد حمد الغانم رئيس لجنة مسابقات جمال السلوقي العربي والسباقات التراثية، الأهمية والقيمة التاريخية للصيد عند البدو وأهمية المسابقة التي تعتبر من الموروث العريق.
ويعتبر السلوقي العربي كلب الصيد عند البدو، وهو من أقدم الكلاب عالميا، حيث تم تتبع السلالة تاريخيا بما يقارب 13,000 سنة وموطنه الأصلي شبه الجزيرة العربية.
قصة نجاح متواصلة على مدى 12 عاماً
انطلق أولى دورات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عام 2003، وتشرف حينها بزيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأمر أن يكون المعرض على مستوى عالمي وينطلق من أبوظبي مرة كل عام، حيث شهد المعرض في الدورة التالية مشاركة عالمية ولاقى نجاحاً وإقبالاً كبيرين، مما شجع اللجنة المنظمة وبتوجيهات راعي الحدث سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس نادي صقاري الإمارات على مواصلة السعي الدؤوب لإظهار المعرض في أفضل وأرقى المستويات، وتعزيز جهوده في ترسيخ الصيد المُستدام ودعم وتشجيع استراتيجية الحفاظ على التراث والتقاليد والقيم الأصيلة التي تتميز بها الدولة.
فكر زايد
وقال محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان استشرف مبكراً الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور، وتوصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بالصيد المستدام، وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط، لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعة العالميين.
وبمنتصف الثلاثينات من القرن الماضي، أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب الدور الريادي في المحافظة على الطبيعة من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة والحياة الفطرية. كما أدخل الشيخ زايد جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن.
وشهدت الجزيرة العربية في ذلك الوقت ظهور الصقور المكاثرة في الأسر في أوروبا ليبدأ نهج جديد سلكه معظم صقاري الإمارات اليوم باختيارهم للصقور المنتجة في الأسر وتفضيلها على استخدام الصقور البرية، الأمر الذي يقلل من تأثير ضغوط رياضة الصيد بالصقور على المجموعات البرية.
المصدر: البيان