ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

مقابسات رمضان

آراء

قبل البدء كانت الفكرة:

– ليس هناك من سعادة دون فعل الخير، ولا شهقة فرح دون الإحسان، ولا سكون للنفس دون القناعة، ولا راحة للبال دون كف الأذى، ومنع الظلم، ولا طمأنينة دون رضا، ولا ضحكة دون حب! ونحن في الإمارات مثل الإمارات، يد بيضاء ممدودة لا مَنّ، ولا أذى، بل ود وكرم، وحفظ ماء وجوه الناس الطيبين المتعبين.

خبروا الزمان فقالوا:

– التعاليم الدينية لا تجعلنا صالحين، بل تمنعنا من أن نصبح شريرين للغاية.

– من يقرر أن يبدأ العمل في التجارة، لا بد وأن يباشر بإشعال شمعة للشيطان.

– ألم ترَ أن الدهر يهدم ما بنى

ويسلب ما أعطى ويفسد ما أسدى

فمن سرّه أن لا يرى ما يسوءه

فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا

عجائب وغرائب:

– المناشفة «منشنستفود»، والبلاشفة «بلشنستفود»، كانوا أعضاء حزب العمل الديمقراطي الاشتراكي الروسي، عام 1903م انشق الحزب للاختلاف على عضوية منتسبي الحزب، فقاد «لينين» جناح الأغلبية أو البلاشفة الذين يرون أن يحصروا عضوية الحزب في المؤسسين وكوادر الثوريين المحترفين، أما بقية الحزب فظهرت كجماعة الضد، وتسموا المناشفة «الأقلية» الذين كانوا ينادون بمرونة أكثر في قبول عضوية حزب العمل، «البلشفيك» كانوا ينادون بالحل الثوري المسلح، أما «المنشفيك» فكانوا يميلون للحل السلمي.

خزانة المعرفة:

– «حال القَدَر دون الوطر»، قاله المأمون لما مات أخوه أبو عيسى أحمد، وكان من أحب الناس إليه، ومن أجمل أهل زمانه، وكان يعدّه لخلافته، وفي رحلة صيد برية، سقط من على حصانه، فأصيب في رأسه، ولم يبرأ حتى مات، فدخل «محمد بن العباد» على المأمون معزياً، وعزاء الخلفاء يكون بنزع العمامة عن الرأس، فقال المأمون: «يا محمد حال القَدَر دون الوطر»، فواساه: يا أمير المؤمنين، كل مصيبة أخطأتك شوى -أي هيّنة- فجعل الله الحزن لك، لا عليك.

رمستنا هويتنا:

– العرب تقول: هذا غيض من فيض، ونقول في دارجتنا الغيظ، هو نبات النخل، وطلع الفحّال، والقيظ، الصيف، نقول: يونا أهل الساحل مقيظين أو قيظوا عندنا في النخل، ومنها المقيض، أي التصييف، وفي المثل: بنروح عمان، وبنشوف مقيظها أو بنحضر الباطنة، وبنشوف مقيظها، والغيظ يؤكل، وطعمه طيب، وفي المثل نقول: «طلب حبيبي طلبة عِسّرة، في القيظ غيظ، وفي الشتاء بسّرَه»، وهو مثل يضرب للمتعلث الذي يريد أن يعجزك بطلباته، ونقول الذي نوده، حينما يطلب أو يأمر: حاصل والطلب همْبّاه!

– شفت ساقه والجدم مالي .. شبه غيظ يَرّ من حِيبَه

بو حياي يشبه الدال .. ناض نور البرق من جيبه

أشياء عنا ومنا:

– هناك كلمات نسمعها ولا نعرفها ولا نسأل عنها، مثل القريحة، نقول يشحذ قريحته، والقريحة أول ماء البئر بعد حفره، والقراح الماء الزلال. فول مدمس، أتت من الديماس وهي تركية تعني قدر النحاس أو الفرن الذي يدمس فيه الفول، الطرشي، المخلل، قريدس، الروبيان، طابور، شنطة شوربة، كرباج، جردل، طنجرة، تنكة، كلها تركية، ونقول جاء زلط، ملط، أي جاء عارياً، وأصل زلط هو المشي السريع، ويزلط الطعام، يبلعه بسرعه، وملط هو الطائر الذي بلا ريش، والمخضرم أصلها من الناقة المخضرمة التي قطع طرف أذنها، وبقي الطرف الآخر، كأن يعيش الإنسان شطري حياته بين عهدين.

محفوظات الصدور:

– عابرٍ في مِحْمَلْ إْبشَلّيِ .. خَاطِفْ اّبناي وِيْمَاري

سَنِّةٍ وِاْشَراعَه إِمَّلِّي .. مُويته في بْردِه إتباري

يالخِويْ كانِك تِبيَ اَلْخِلّيَ .. جَرِّب البَنّايْ للجَاري

***

الغشيم ايتابع الّلالِي .. يقصده وِيْوَاجِهْ احْسُوْفَه

والخبير إيْجِسّ لحوالي .. قَبلْ لا يعني لَهَا ابْلوفَه

ايْشَخِّصْ الأَشْيَا ولا يْسَالي .. حَذِر عن لا تِلْحَقَه حُوْفَه

***

– بو قِصّة مَحْشايه .. بالعنبر لي خِنين

ونيت ما بي حايه .. ولا بي عسر من دين

بي من بَيّح وِزايَه .. ما تلحقه ليدين

المصدر: الاتحاد