في (الوطن) أمس خبر عن زيارة مدير جامعة حائل، د. خليل البراهيم، لأول مقهى ثقافي في حائل أسسه الطالب هشام سعود الحسن. زيارة مدير الجامعة -حسب الخبر- جاءت من باب تشجيع الشاب هشام ودعم مشروعه الجديد. سعدت أن مدير الجامعة ترك «بشته» في بيته أو سيارته وجلس في المقهى الجديد ومعه ابنه، مثله مثل الشباب هناك.
أتساءل أحياناً: لماذا ما أن يصبح أحد في موقع قيادي تحوّل إلى ما يشبه شيئاً آخر خارج دائرة البشر؟ وأستغرب أيضاً أن ينسى بعض هؤلاء -خاصة ممن عاش تجربة أكاديمية- أن من المسؤولية القرب من الناس في محيطه -خاصة من الشباب- لفهم أكثر لظروف المجتمع وقضاياه. كثيرمن هؤلاء المسؤولين درس في الخارج، في مدن يزور مقاهيها أساتذة الجامعات وأهل المال وصناع القرار ونجوم المجتمع.
مدير جامعة حائل، في زيارته للمقهى الجديد، يعطي أيضاً مثلاً في دعم مشروعات الشباب الصغيرة. فمبادرة هشام الحسن فعلاً تستحق الدعم. إنها من نماذج الإبداع الشبابي في التحرر من عقدة «الوظيفة» التي يظن بعض شبابنا أنها بداية ونهاية المطاف. ولعلها ستوفر بعض الوظائف (ولو مؤقتاً) لشباب قد يجد فيها فرصة مؤقتة حتى يفرجها الله بوظيفة أو بعثة!
مبادرات الشباب في المشروعات الصغيرة تبدأ بفكرة صغيرة ثمّ -مع الإصرار والعمل- تتطور حتى تصبح «مصنعاً» ينتج عقولاً مبدعه في مجالات المال والأعمال. كم من مشروعات تجارية ضخمة بدأت بمحاولة بسيطة أو مشروع صغير؟ إننا نستطيع أن ندعم مشروعات شبابنا الصغيرة ليس فقط بتسهيل إجرءات الاستثمار أمامهم أو بتمكينهم برأس المال الأولي ولكن أيضاً بدعهم معنوياً وبتقديم النصيحة والمشورة ولو في جلسة قصيرة.
هل نتوقع أن يحذو مدير جامعة الملك خالد حذو زميله في حائل ويقوم بزيارة لمقهى شبابي في أبها؟
الأفضل أن نبقى في مقهى هشام بحائل!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٤٧) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٩-٠٤-٢٠١٢)