يبقى مقهى «منور»على ضفاف خور مدينة رأس الخيمة القديمة، والذي شيِّد أواخر خمسينات القرن الماضي، شاهداً على تاريخ إمارة رأس الخيمة، تفوح منه أصالة الماضي وعبق التاريخ، حيث يعد معلماً تاريخياً شعبياً وثقافياً، وتحمل جدرانه ذكريات الماضي لتبادل الأخبار والتجارة والتعاون في الحياة بشكل عام، حيث لا يقتصر في كونه مجرد مقهى شعبي فحسب، بل ملتقى للشواب والشباب ورجال الأعمال والمسؤولين والموظفين.
يقول محمد إبراهيم الزعابي، إن مقهى «الساحل» المعروف بـ«منور» أو «كندر» الذي شيّده محمد عبدالرحمن كندر، أواخر خمسينات القرن الماضي، تحت مسمى قهوة «أم شرباك»، يلتقي فيه النواخذة وصيادو اللؤلؤ والتجار لتبادل الأخبار وإتمام عمليات الشراء والبيع التي لم تتوقف لحد الآن.
وتابع: اعتدنا الجلوس على المقهى الذي يمتد عمره لأكثر من 60 عاماً، على الرغم من تعدد المقاهي الفاخرة في رأس الخيمة إلا أن مقهى «منور» ما زال يحمل ذكريات الآباء والأجداد ويتمتع بخصوصية كبيرة من كافة أطياف المجتمع لتجد بجانبك يجلس الوزراء والفنانون وكبار المسؤولين في تجمع عائلي يحمل معه ذكريات الماضي الجميل.
وأكد أحمد محمد عبيد الهلالي، أن ما يميز المقهى عن غيره من المقاهي موقعه وإطلالته التي تجذب الزوار من كافة الفئات العمرية وخاصة الشواب، حيث يظل متمسكاً بالتقاليد الموروثة وخاصة بحظر أشكال التدخين بكافة أنواعه، ليستمتع الحضور بلحظات ممتعة خلال جلوسهم إلى بعضهم في بيئة نقية لا وجود فيها لما يعكر المزاج ويهدد صحتهم، مثل دخان الشيشة والسجائر.
وأكد سالم عثمان مبارك، أن مقهى «منور» الشعبي لعب دوراً مجتمعياً إعلامياً كبيراً منذ إقامته خلال فترة الخمسينات، في ظل غياب وسائل الاتصال مثل الراديو والهواتف، فقد كان الأهالي يقصدون المقهى لتبادل الأخبار والتجارة، والاستماع لقصص الصيادين والتجار العائدين من أسفارهم البحرية الخارجية.
ويعتبر رواد المقهى أسرة واحدة لتبادل الآراء والحوارات، ومنهم المثقفون والفنانون الذين يخرجون بأفكارهم المبدعة من داخل المقهى الذي يكسوه جذوع النخيل والسعف.
المصدر: البيان