نفخر ونعتز بالدور العظيم والرسالة السامية التي ينهض بها مجلس الإمارات للإفتاء، وقد اختارت قيادتنا الرشيدة معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيساً له، ومعه نخبة من العلماء الأفاضل. دور عظيم ورسالة سامية تعزز وتنشر جوهر الدين الحنيف ووسطيته واعتداله، وبالأخص في هذا الزمن الصعب الملتبس الذي يحاول فيه تجار الدين والشعارات خلط الأوراق، وإلباس الحق بالباطل والباطل بالحق.
خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد المبادرة الشجاعة المباركة للإمارات بإعلان إقامة علاقات مع إسرائيل، كان المجلس ورئيسه معالي العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه أمام هجمة حاقدة من أولئك الذين امتهنوا تحريف الكلام وتطويع الدين السمح لغاياتهم الإجرامية، خاصة بعد البيان التاريخي للمجلس، والذي أكد فيه للناس أجمعين «أن هذه المبادرة هي من الصلاحيات الحصرية والسيادية لولي الأمر شرعاً ونظاماً، وأن في الشريعة نماذج كثيرة وأصولاً شرعية ناظمة لمثل هذه القضايا صلحاً وسلاماً، وفقاً لما تقتضيه الظروف والمصلحة العامة»، مثمناً مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تضاف إلى السجل الحافل للدولة في دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وجهودها المستمرة في دعم المصالحات ونشر السلام في مختلف بقاع العالم، ومؤكداً«التأييد الكامل لكل ما تقوم به الدولة لمصلحة البلاد والعباد، باعتبار أن المصلحة هي المعيار الشرعي لتصرفات ولي الأمر، وهو وحده المقدر لها».
لقد دأبت تلك الأبواق والأصوات، للمتاجرين بالدين ومفتي الضلالة والتضليل، على مهاجمة الإمارات، وتوجيه سهام أحقادهم لها، والحملة على العلامة ابن بيه في هذا الإطار، باعتباره يمثل صوت الاعتدال بعلمه الغزير، وبالحجة الشرعية والعلمية، وبنبرته الهادئة الواثقة وهو يفكك خطابهم المتشنج السطحي التافه من خلال «الإمارات للافتاء» و«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» وحوارات الأديان والحضارات، وبعدما قدمت الإمارات رؤيتها العصرية لقضايا الأمة من منظور متجدد، يبرز الوسطية واعتدال العقيدة البعيدة عن الغلو والتطرف والإقصاء ورفض الآخر، وقطعت الطريق على أصوات التطرف التي تريد اختطاف الدين لغاياتهم في إذكاء نيران الحروب والفتن التي قضت على الزرع والضرع، وبددت ثروات الأمة، وجعلت شبابها وقوداً لجولات الفناء والعدم في معاركهم العبثية.
وستظل الإمارات دائماً منارة للاعتدال والوسطية وواحة سلام وأمن واستقرار، ولو كره الكارهون.
المصدر: الاتحاد