تحتضن عاصمتنا الحبيبة، اليوم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فعاليات منتدى الأديان لمجموعة العشرين بتنظيم مشترك بين جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين وتحالف الأديان لأمن المجتمعات.
احتضان أبوظبي «عاصمة الأخوة الإنسانية» والتسامح للمنتدى هو امتداد لرؤية ودور الإمارات في تبني وتشجيع قيم الحوار والتسامح و«التلاقي العالمي وتبادل الثقافات وتعزيز موقعها الريادي العالمي».
المنتدى الذي ينطلق اليوم بحضور قيادات دينية ومسؤولين وخبراء ومختصين، يُعد محطة مهمة تضاف لمحطات حرصت الإمارات على استضافتها والمشاركة فيها لتعزز من توجهاتها الريادية التي جعلت منها منصة فكرية عالمية للتلاقي الحضاري و«تبادل وجهات النظر حول عدد من المواضيع المجتمعية الحيوية المتعلقة بتعزيز التآخي والتعايش والتبادل الحضاري بين الثقافات حول العالم».
كما أن المنتدى يمثل «جسراً بين قمة مجموعة العشرين التي عقدت في نوفمبر 2022 بالعاصمة الإندونيسية بالي، وإطلاق أجندة قمة مجموعة العشرين لعام 2023 المزمع عقدها في نيودلهي، وإسهاماً من المشاركين بصياغة وبلورة وجهات النظر وتقديم حلول عالمية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل».
أمام المنتدى ملفات مهمة عدة، تتصدرها قضايا «حماية الفئات المهمشة في المجتمعات من التهديدات الرئيسة، مثل الاتجار بالبشر، والأمن الغذائي، ومرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، ونشر قيم التسامح وقبول الآخرين والتعايش السلمي، وإقامة حوار حول قضايا تتعلق بالحريات الدينية، إلى جانب الإسهام في مداولات تتعلق بتحديات عالمية من بينها التغير المناخي».
شاركتُ في العديد من الملتقيات والمنتديات الخاصة بحوارات الأديان والحضارات داخل الإمارات وخارجها، ومن خلالها يقترب المرء من العديد من المشتركات الإنسانية التي تتطلب من الجميع الالتفاف حولها والعمل بدأب على ترسيخها والانطلاق منها لأجل تمكين المجتمعات من العيش بسلام وأمن وأمان واستقرار، ومساعدتها على التصدي لخطابات الغلو والكراهية والإقصاء. فكلما اتسعت وانتشرت مساحات الحوار والتفاهم والتعايش والتسامح تقلصت رقعة مروجي الفتن والتطرف والإرهاب، لأنهم يقتاتون على بيئات التخلف والجهل، تثيرهم المجتمعات المزدهرة التي حققت الاستقرار والتنمية والازدهار والحياة الكريمة لشعوبها.
لقد آمنت الإمارات منذ مراحل مبكرة من قيام الدولة على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بواكير التأسيس، بأهمية الحوار وقيم التسامح واحترام الاختلاف، لتتحول الإمارات إلى عاصمة عالمية للتسامح والالتقاء حول كل ما فيه الخير للبشرية جمعاء دون تمييز، وأهلاً بالجميع.