أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، أن التعليم يتصدر اهتمام القيادة التي أولت هذا القطاع جُل رعايتها، ودشنت منظومة تعليم تواكب العصر، وتلبي احتياجات مجتمع المعرفة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تفخر بما سجلته من منجزات رائدة في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف سموه: «عندما نستشرف مستقبل التعليم، علينا أن نضع نُصب أعيننا توجيهات قيادتنا بشأن تصدُر المراكز الأولى من مؤشرات التنافسية العالمية، وفي مقدمة هذه المؤشرات التعليم، الذي يعتبر البوابة الذهبية للأمم المتقدمة».
جاء ذلك، خلال الكلمة الافتتاحية التي وجهها سموه أمس، لفعاليات المؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه جائزة خليفة التربوية، تحت عنوان: «استشراف مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وألقاها نيابة عن سموه، وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي.
وأكد حسين الحمادي، خلال جلسة «إعادة هيكلة مؤسسات التعليم»، أن إعادة هيكلة وحوكمة مؤسسات التعليم في الدولة، التي تم بموجبها دمج التعليم العالي والتعليم العام تحت مظلة واحدة هي وزارة التربية والتعليم، تعتمد في نجاحها على الإدراك بأن الدمج يمثل تحولاً عميقاً في أطر الحوكمة والعلاقات الداخلية والخارجية، وينطوي على تغييرات مؤسسية على المستوى الكلي والمتوسط والمصغر.
وأوضح الحمادي، أن مبررات الدمج وإعادة الهيكلة تتضمن ثمانية محاور، تشمل التحول إلى حكومة المستقبل، وفصل مهام رسم السياسات عن تنفيذها ومراقبتها وتقيمها، والتأسيس لثقافة الاستقلالية والمساءلة، وتحسين الكفاءة والاستخدام الأمثل للموارد، وتسريع وتيرة التحول والتطوير لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية للتعليم، وضمان التناغم والتكامل في السياسات عبر القطاعات الفرعية من الحضانة إلى التعليم العالي، وتحسين استجابة سياسات التعليم والتدريب لاحتياجات سوق العمل المتغيرة، وتحسين فعالية الوزارة وقدراتها على تقديم الخدمات وتحسين مستوى المهنية.
ولفت إلى أنه لا توجد طريقة واحدة مثلى لإجراء إعادة هيكلة أو دمج، إلا أن عمليات الدمج تتمتع بفرص نجاح عالية إذا كانت مدروسة مدعومة بإرادة سياسية، ومقرونة بإعادة هيكلة تشمل تعديلاً لوظائف المؤسسة وهياكلها وقنوات التواصل فيها ودوائر صنع القرار، موضحاً
أن إعادة الهيكلة في الدولة قدمت نموذجاً ينطلق من أولويات الدولة في قطاع التعليم.
وأشار إلى أن موضوع الدمج وإعادة الهيكلة ليس هدفاً بحد ذاته، إنما أداة لتحقيق الجودة والتنافسية وتحسين الكفاءة من خلال إعادة تركيز المهام وحسن استثمار الموارد والمساءلة.
وأضاف الحمادي «المعرفة هي الطاقة المتجددة للدولة في الفترة المقبلة، القادرة على التحول إلى مجتمع منتج للمعرفة، تحقيقاً للاقتصاد المستدام»، متابعاً أن وزارة التربية والتعليم عمدت إلى إجراء حزمة من التغييرات الجذرية المتعلقة بالمناهج والتقويم، وتمكين وتطوير مهارات وقدرات المعلمين تحت مظلة المدرسة الإماراتية الحديثة».
حضر المؤتمر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخة لبنى القاسمي وزير دولة للتسامح، ومدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور علي راشد النعيمي، والأمين العام لجائزة خليفة التربوية، أمل العفيفي، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجائزة والقيادات التربوية والأكاديمية من داخل الدولة وخارجها.
المصدر: الإمارات اليوم