مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
لطالما نظر الناس إلى الفن على أنه رسالة حين يخاطب الوجدان ويعلي شأن القيم، ويطرح قضايا الناس ويكون صوتهم حين لا يستطيعون أن يرفعوا صوتهم ويقولوا ما يجول في دواخلهم، من هنا يعتبر الناس أن الفنان كالصحافي يسير في حقل من الألغام أحياناً حين يواجه قضايا وإشكاليات خطيرة وصعبة يعتبر التصدي لها أو مواجهتها ضرباً من المخاطرة بالحياة!.
لقد شاعت في السبعينيات والثمانينيات مجلات فنية على ندرتها قياساً بيومنا هذا، إلا أنها تخصصت في نقل ما يدور في كواليس الفن وإلقاء الضوء على حياة الفنانين، لكننا لم نقرأ يوماً هذا الكم المخجل والمقزز من التصرفات والمهاترات والفضائح، ولطالما تطلق فنانون وتزوجوا، لكن ذلك لم يكن مادة صحفية ممجوجة كما هي اليوم بلا ضوابط، ولأجل لفت الانتباه وركوب موجة الترند وتجميع المتابعين!
هذا هو الفرق بين فن الأمس وفن اليوم، وبين فناني الأمس وفناني اليوم الذين فقدوا احترام الجماهير تماماً، فمنذ أيام سئلت فنانة عربية ذات شهرة عن رأيها فيما لو علمت أن صديقها مثلي؟ كيف ستتصرف؟ وكيف تنظر لموجة التوعية والرفض لهكذا تيارات مضادة لقيم المجتمع؟ فما كان منها إلا أن قالت بأنها ترى المثلية حرية شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها، وإن الله خلقهم هكذا فلماذا نتدخل نحن؟ ليتها قالت لا أعرف بدل هذا المنطق الذي يتعارض مع المنطق والدين والأخلاق، فالله أعلم بعباده ولو أنه خلقهم مثليين ما كان عاقبهم، وما كانت الرسالات والقوانين والمجتمعات عاقبتهم ووقفت ضدهم.
إن الفساد والإفساد وإشاعة الرذيلة، ليست حرية شخصية، وإلا فلماذا إذا تعرى الشخص في الطريق العام اعتُبر مرتكباً لجريمة الفعل الفاضح، مع أنه لم يعتدِ على أحد، لماذا إذا أقدم على الانتحار مثلاً لا ينظر لفعله كحرية شخصية…، لماذا؟ لأن منطق الشريعة والقوانين يقوم على (لا ضرر ولا ضرار) لا تتضرر ولا تضر غيرك، الفردية والحرية الشخصية المطلقة تقود للفوضى وحياة الغابة، ولا تؤسس لمبدأ نبيل كالحرية، وهذا يحتاج لفنان إنسان واعٍ يفهم ذلك.
المصدر: البيان