في ضربة قويّة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، استقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين من منصبه على وقع اتصالات أجراها مع روسيا قبل تولي الإدارة الجديدة مهامها، فيما رفض الكرملين التعليق على الاستقالة واعتبرها شأناً داخلياً أميركياً.
وقدّم مايكل فلين استقالته بعد أربعة أيام من كشف الصحافة عن تضليله إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن اتصالات أجراها مع روسيا قبل تولي الإدارة الجديدة مهامها، وعين الجنرال المتقاعد كيث كلوغ قائماً بأعماله إلى حين تعيين بديل له، فيما أكّد البيت الأبيض أن اسم الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية مطروح لتولي المنصب.
وقال فلين في رسالة الاستقالة مساء أول من أمس، إنه قام خلال الفترة الانتقالية التي سبقت تنصيب الرئيس ترامب رسمياً، وعن غير قصد بإطلاع نائب الرئيس مايك بنس وأشخاص آخرين على معلومات مجتزأة تتعلق باتصالاته الهاتفية مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك.
مضيفاً: «للأسف وبسبب تسارع الأحداث، أطلعت نائب الرئيس المنتخب مايك بنس وغيره بمعلومات غير متكاملة تتعلق بمكالماتي الهاتفية مع السفير الروسي، ولقد قدمت اعتذاري للرئيس ونائب الرئيس، وقبلا اعتذاري». وذكرت تقارير أن بنس مستاء من تضليله بهذا الشكل، وقال البيت الأبيض إن فلين «ضلل نائب الرئيس».
وكشفت معلومات نشرتها صحيفتا واشنطن ونيويورك تايمز، عن أن فلين أجرى محادثات مع السفير الروسي في ديسمبر الماضي، ونصحه بعدم إبداء أي رد فعل على العقوبات التي كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنوي اتخاذها ضد موسكو بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية، وأن إدارة ترامب ستتمكن من مراجعتها.
وجرى طرح اسم نائب الرئيس الأميركي، بعد أن أعاد طرح القضية للأذهان بنس في مقابلة تلفزيونية في منتصف يناير، وقال خلالها إن فلين أبلغه بأنه لم يناقش العقوبات مع السفير الروسي، وهو ما ظهر لاحقاً أنّه غير دقيق، حيث قامت المخابرات المركزية بتسجيل المكالمة الهاتفية بين فلين والسفير الروسي، واتضح أن النقاش تناول موضوع العقوبات.
لا تعليق
ورفض الكرملين التعليق على استقالة فلين، إذ صرّح الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، أنّ الاستقالة قضية داخلية أميركية وليست من شأن روسيا. وأضاف بيسكوف: «إنّها قضية داخلية للولايات المتحدة وقضية داخلية لإدارة الرئيس ترامب، هذا ليس شأننا، لا نرغب في التعليق على هذه القضية بأي شكل».
إلى ذلك، قال برلماني روسي كبير، إن من الواضح أن مايكل فلين أُرغم على الاستقالة في محاولة للإضرار بالعلاقات الأميركية الروسية، مضيفاً: «من الواضح أن فلين أُرغم على الاستقالة تحت ضغوط ما، الهدف هو العلاقات الأميركية الروسية تقويض الثقة في الإدارة الأميركية الجديدة، سنتابع كيف سيتطور الأمر».
إلى ذلك، اعتبر كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية بالغرفة العليا للبرلمان الروسي أن «استقالة مستشار للأمن القوي بسبب اتصالاته مع السفير الروسي ليس فقط حتى جنون عظمة، وإنما شيء أسوأ». وكتب على صفحته على موقع «فيسبوك»:«بالنسبة للصقور في واشنطن، حتى الاستعداد للحوار مع الروس يتم النظر إليه على أنه جريمة رأي على حد قول الكاتب جورج أورويل».
المصدر: البيان