مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
يبدو التساؤل عن المهن والوظائف في المستقبل فكرة جديرة بالبحث، فالكل يريد أن يعرف نوعية الوظائف التي سيقبل عليها الشباب، وستحتاج إليها الحكومات، وتلك التي ستتلاشى ولن يعود لها أية أهمية، لكن هل ستتلاشى وظائف لطالما عمل بها الناس فعلاً؟ نعم سيحدث ذلك حين لن يكون الإنسان في حاجة إليها، فكل وظيفة ظهرت كانت إما وظيفة مهمة في حد ذاتها نتيجة ما تقدمه من خدمة، فظهورها جاء تلبية لحاجة الناس والمجتمع والحياة.
وإما أن تكون وظائف طفيلية استهلاكية ليس لها مردود حقيقي على حياة الناس، ولا أثر لها في مسيرة البشرية والحضارة، لكنها ظهرت تلبية لاهتمامات جديدة ظهرت في الحياة وبين الناس، أو استجابة لظواهر طارئة لا أكثر. من هنا تساءلت جريدة الديلي ميل البريطانية في عددها بتاريخ 26 يناير الماضي عن مهن المستقبل.. فما يريد العالم أن يفعله من أجل لقمة العيش؟
فعلى خريطة العالم وزعت الدول، ورصدت حسب إحصاءات مختلفة تمت متابعتها على مدى 12 شهراً، لتظهر في النهاية تلك المهن التي ستتألق في مختلف دول العالم في السنوات المقبلة، وعلى النحو التالي الذي بدا في بعض تفاصيله غير مقنع إلى حد كبير.
أظهرت الخريطة التي تصدرت تحقيق الجريدة أن وظيفة الطيار هي الوظيفة التي ستحظى بالمركز الأول، وستكون حلم أغلب الشباب، سواء كانوا في الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا وحتى أستراليا، أما الوظيفة التالية فهي وظيفة الكاتب؛ ما يجعلنا مطمئنين إلى أن الأمور تتجه في صالح الصحافة، وليس العكس، كما يقال ويشاع.
المهنة التي تحتل المركز الثالث على مستوى العالم هي مهنة الراقصة أو الراقص، بمختلف أشكال الرقص، ويبدو أن الطلب على الراقصين له علاقة بنمو قطاع الترفيه في العالم؛ لأسباب تعود إلى ارتفاع مسببات التوتر في العالم. اليوتيوبر سيكون لهم مستقبل لامع، ويأتون في المركز الرابع، أما المترجمون، فهم في المركز الخامس، وفي المركز السادس يأتي الممثل، وفي المركز العاشر يأتي المدرس، ويبدو أن العالم سيقلل اعتماده عليه وعلى المدرسة؛ نتيجة كل التحولات التي نشهدها!
المصدر: البيان