مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

مواكبة الثورة بالإبداع العالمي

آراء

ليت زيارة الممثلة السينمائية ومبعوثة الأمم المتحدة الخاصة أنجلينا جولي مؤخرا لمخيم الزعتري، حيث يوجد عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، تحفز غيرها من الفنانين والمبدعين للقيام بزيارات مماثلة. فهناك عدد هائل من القصص التي يحملها من اضطروا للهروب بعائلاتهم من الموت بعد تدمير بيوتهم وأحيائهم إلى حيث مرارة العيش اعتمادا على المساعدات الإنسانية الدولية في بلد النزوح. قصص أحسب أن الكتابة عنها ونشرها ورسمها وتصوير رواتها وبثها إعلاميا وما إلى ذلك ربما تحرك الرأي العالمي تجاه ما يحدث في سورية من أعمال النظام المسلح ضد الشعب الأعزل. شعب لم يتخلّ عن سلميته منذ بدء الثورة التي قابلها النظام بالرصاص الحي ثم القنابل والمجازر ثم قذائف الدبابات وأخيرا القصف الجوي المدمر. شعب اضطر بعض أبنائه من العسكريين لحمل السلاح دفاعا عن انتهاك أعراضهم وقتل أهاليهم، فأي حكايات يحملها مَن شهدوا الأحداث وتهجروا ليصبحوا من غير مأوى لولا مساعدات أهل الخير في دول الجوار والعالم العربي والمنظمات الدولية الإنسانية.

أتخيل أن الأدباء والفنانين الأحرار في العالم من عرب وغير عرب عايشوا أحوال اللاجئين وقصصهم، ثم أقاموا من خلال المنظمات العربية والدولية أسابيع سينمائية ومعارض فنية ومهرجانات أدبية بمختلف اللغات لطرح معاناة الشعب السوري بطريقة إبداعية. هنا ربما يحدث التلاحم الإنساني بين الشعوب التي ستلمس حقائق قد تكون مغيبة عنها. فالمبدعون يعبرون ويؤثرون بشكل أعمق من خلال امتلاكهم أدوات فنية يستطيعون بها إيصال رسالة للعالم بأن ما يحدث أمر يخرج عن نطاق الإنسانية والتحمل البشري، وأن ذرائع النظام والأنظمة التي تحميه في مجلس الأمن ليست إلا خداعا وتضليلا. تلك الرسالة الثقافية قد تصبح عاملا مساعدا، فتضغط الشعوب على حكوماتها، خاصة في الدول الكبرى، لاتخاذ موقف أكثر صرامة وأبعد من مستوى تصريحات مسؤوليها التي لم تعد مؤثرة على ممارسي القتل اليومي، بدليل سقوط مئات الضحايا يوميا.

بقية الحديث:
وطني
…….
……….
…………….
وألثم فيك أغنية
تموج، فترتقي الأنغام في نفسي
أنادمها.. وأرشفها..
فأثمل من جنون الأرض في الكأسِ
وأسكب حبر صافية
لأرسم كل مشتاقٍ وكل مهجَّر وجعانَ
أكتبُ عن خلايا الحالمين برؤية الشمسِ
أمدّ حروفي الأولى
وأرحل في مدى حلم تماهت فيه لوحات
لشعبٍ زعزع “الكرسي”

ما بعد بقية الحديث:
لا النوم يأتيني، ولي وطنٌ
من مقلتيه الفجرُ يُستلُّ
والصحو يرهقني إذا عبرت
صورٌ تطلُّ.. لها بكى الكلّ

المصدر: الوطن اون لاين