واصل برشلونة المتصدر مسلسل انتصاراته، وأضاف ضيفه أتلتيك بلباو إلى لائحة ضحاياه باكتساحه 5-1 أمس الأول في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، فيما نجح ريال مدريد حامل اللقب في حسم الديربي الناري مع جاره اتلتيكو مدريد 2-صفر.
وحقق البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال جميع المكاسب الممكنة من الديربي المدريدي، فقد ظهر المدرب في قمة الشجاعة حينما أوفى بوعده الذي قطع على نفسه في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، حيث أكد أنه سيقف في أرضية ملعب سنتياجو برنابيو أمام جماهير الريال قبل انطلاقة المباراة لكي يعرف من يهتف له ومن يهتف ضده، وفعلها مورينيو ليجد أن هتافات الدعم والتأييد والتشجيع تتفوق بصورة ملحوظة على أصوات الكراهية التي تتعالى من وقت إلى آخر ضد “سبيشل ون” في البرنابيو، وعلى الرغم من أن لحظات نزوله إلى أرض الملعب جاءت قبل حدوث التدفق الجماهيري، إلا أنه نجح في استفتاء أقامه لنفسه على الهواء بهدف فرز وتمييز الأصدقاء من الأعداء.
كما نجح مورينيو في بادرة أخلاقية حظيت باحترام الجميع في إيقاف مد الشتائم ضد مدرب الأتليتي دييجو سيميوني، والذي تجمعه علاقة متوترة مع أنصار الريال منذ فترات وجوده في صفوف أتلتيكو مدريد كلاعب، وظهر مورينيو بعد بداية المباراة وهو يطلب من جماهير الألتراس المدريدية التوقف عن توجيه الشتائم للمدير الفني للأتليتي، وهي لقطة تؤكد حرصه على إعلاء الجانب الأخلاقي، وفي الوقت ذاته تؤشر إلى تمتعه بحب جماهير الريال، وقدرته على توجيهها والسيطرة عليها.
فعلى ملعب “سانتياجو برنابيو”، قلص ريال مدريد الفارق الذي يفصله عن جاره اتلتيكو إلى خمس نقاط واستعاد توازنه بعد أن مني الأسبوع الماضي بهزيمته الثالثة هذا الموسم وجاءت على يد مضيفه ريال بيتيس (صفر-1)، ما تسبب بتخلفه بفارق 11 نقطة عن غريمه الأزلي برشلونة. ولطالما ارتدت مواجهة الديربي طابعا خاصا بالنسبة لريال واتلتيكو بغض النظر عن ترتيب الأخير، فكيف الحال إذا كان فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني يتقدم على النادي الملكي في الترتيب.
وكان الفوز بدربي العاصمة مصيريا لريال لأن فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي حقق الثلاثاء في مسابقة الكأس فوزه الرسمي رقم 400 (124 مع تشيلسي الانجليزي و103 مع ريال و91 مع بورتو و67 مع الإنتر الإيطالي و9 مع يونياو ليريا و6 مع بنفيكا)، كان سيفقد الأمل “منطقيا” في الاحتفاظ باللقب. لكن النادي الملكي الذي لم يخسر على أرضه هذا الموسم، تجنب السيناريو الكارثي وأكد تفوقه على جاره الذي لم يذق طعم الفوز على الفريق الأبيض منذ 30 أكتوبر 1999 (1-3 في سانتياجو برنابيو).
وكانت المواجهة مميزة لأنها وضعت رونالدو في مواجهة الكولومبي راداميل فالكاو (11 هدفا هذا الموسم)، فخرج الأول منتصراً بعد أن افتتح التسجيل لفريقه في الدقيقة 16 من ركلة حرة رائعة نفذها من حوالي 35 مترا، رافعا رصيده إلى 13 هدفا في الدوري هذا الموسم.
وفي الجانب الفني للمباراة تفوق مورينيو بصورة ملحوظة على سيميوني، ونجح في حسمها لمصلحة فريقه بثنائية نظيفة، واعترف سيميوني بأن تفوق الريال كان كروياً وليس نفسياً كما يحلو للبعض أن يقول، حيث أشار عدد كبير من المحليين والخبراء إلى أن مشاعر الخوف سيطرت على نجوم الأتليتي مما تسبب في تراجع الأداء، وبدا الفريق عاجزاً من الناحية الهجومية، وضعيفاً على مستوى التنظيم الدفاعي، مما جعله يخرج من المباراة خاسراً بثنائية مع الرأفة.
ووفقاً لما نقلته الصحف المدريدية، قال سيميوني عقب الهزيمة على يد الفريق الملكي: “أعتقد أن ما حدث لا تفسير له سوى أن الريال كان الأفضل والأكثر فعالية على المرمى، لا يمكنني القول أن الجانب النفسي كان له حضور كبير أو أنه كان سبباً في ظهورنا بهذه الصورة التي لا أرضى عنها، الريال تفوق واستحق الفوز، أعتقد اننا سوف نعود إلى التحسن في المباريات القادمة، قلت منذ نهاية الموسم الماضي أن الأتليتي سوف يتحسن ويحقق مركزاً متقدماً، وها نحن نسير في الطريق الصحيح بصرف النظر عن الهزيمة أمام الريال”.
من جانبها، قالت صحيفة “آس” المدريدية إن كريستيانو رونالدو استعاد توهجه بالكامل، وتمكن من تسجيل هدف وصناعة الثاني، وضرب عارضة الأتليتي في مناسبتين، أي انه كان في قمة تألقه وفعاليته طوال المباراة، ولكن على حد وصف الصحيفة الاسبانية، فإن رونالدو ليس محظوظاً لأنه يتألق ويتوهج في عصر ليونيل ميسي، والذي يبدو انه لا يريد التوقف عن صنع ثم تحطيم ما يصنع من أرقام قياسية.
وقالت صحيفة “ماركا”: “رونالدو كابوس الأتليتي” في إشارة إلى تسجيله الهدف الثامن في الديربي المدريدي الثامن، واللافت أن جميعها إنتهت بفوز الريال، كما أشارت الصحيفة إلى انه نجح في إنهاء حالة الصيام عن التهديف في آخر 3 مباريات، كما وصل رصيده التهديفي في مباريات الليجا إلى 126 هدفاً في 115 مباراة ليصبح سادس هداف في تاريخ الريال ويعادل رقم خينتو، ولكن الأخير فعلها في 428 مباراة.
وعلى ملعب “كامب نو”، حقق فريق المدرب تيتو فيلانوفا فوزه السابع على التوالي والثالث عشر هذا الموسم وحافظ على سجله الخالي من الهزائم، مجددا تفوقه على بلباو بعد أن هزم النادي الباسكي بثلاثية نظيفة في آخر موجهة بينهما في نهائي مسابقة الكأس الموسم الماضي. وابتعد “بلاوجرانا” في الصدارة بفارق 6 نقاط عن ملاحقه اتلتيكو مدريد و11 عن غريمه ريال مدريد الذي خرج فائزا من ديربي العاصمة على أرضه وبين جماهيره بفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو والألماني مسعود أوزيل.
وعاد الى صفوف “بلاوجرانا” النجوم الذي غابوا عن مباراة الاربعاء الماضي ضد الافيس (3-1) في مسابقة الكأس وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أضاف هدفين آخرين إلى رصيده فعزز موقعه في صدارة ترتيب الهدافين بـ21 هدفا، كما اصبح على بعد هدف فقط من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف في عام واحد (85) والمسجل باسم المدفعجي الألماني جيرد مولر.
وعلى ملعب “كوليسيوم الفونسو بيريس”، مني ملقة بهزيمته الرابعة هذا الموسم وجاءت على يد مضيفه خيتافي صفر-1 ويدين خيتافي بفوزه الثالث على التوالي والسابع هذا الموسم والأول على ملقة في المباريات السبع الأخيرة التي جمعتهما في الدوري والكأس، أي منذ 8 مايو 2010 (2-1 على ملعبه)، إلى البرتو لوبو الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 57 بكرة رأسية بعد ركلة ركنية نفذها بدرو ليون. ورفع خيتافي رصيده إلى 22 نقطة بفارق الأهداف خلف ملقة. وعلى ملعب “ميستايا”، مني فالنسيا بهزيمته الأولى بين جماهيره والثانية على التوالي والسادسة هذا الموسم وجاءت بنتيجة كبيرة على يد ريال سوسييداد 2-5.
المصدر: أ ف ب