ما هو موز الجنة ؟ هل هو الموز الذي نعرفه ؟ أم لا يوجد بينهما أي علاقة، موز الجنة هو نوع من الفاكهة الذي لا يمت للموز المتعارف عليه إلا بالشكل والملمس فقط، ولكي تتأكد من ذلك قم بتقشيره وخذ قضمة منه وستعرف حينها أنه ليس موزاً.
تقول الكاتبة سيلين بيجر مؤلفة كتاب الأطباء عن العلاج بالغذاء: على الرغم من أنه عادة ما يصنف الناس الموز وموز الجنة على أنهما نوع واحد من الفاكهة، إلا أن المقارنة بينهما تشبه إلى حد ما المقارنة بين التفاح والبرتقال. وتستطرد قابلة (أولاً ليس باستطاعتك تناول موز الجنة نيئاً فسوف يشبه هذا تناول قضمة من ثمرة بطاطس نيئة) عادة ما يطلق على موز الجنة اسم الموز المطبوخ. (ثانياً، فإن المذاق المختلف ليس هو كل ما يميز موز الجنة عن الموز، فموز الجنة يزخر كذلك تحت قشرته الخضراء بعناصر غذائية مختلفة.
وحيث إن موز الجنة يحتوي على كمية كبيرة من معدن البوتاسيوم التي تفوق تلك التي يحويها نظيره الأصفر. وهذا يعني أنك إذا كنت تعاني من ضغط الدم وبدأ يقفز إلى معدلات مرتفعة وتحتاج إلى خفضه، فما عليك إلا أن تتناول شرائح من موز الجنة المطهو، فإن ذلك يعد خطوة في الاتجاه الصحيح. يقول العلماء إن شرائح موز الجنة المطهو تمد جسم الإنسان بكمية كبيرة لا تضاهى من عنصر البوتاسيوم تبلغ حوالي 716 ملليجراماً، أو ما يعادل المقدار اليومي وهو 20% ومن المعروف أن عنصر أو معدن البوتاسيوم هو أحد المعادن الرئيسية التي تقي من الإصابة بأمراض القلب. وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من البوتاسيوم تكون لديهم أعلى معدلات إصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية. لقد كشفت دراسة أجراها العلماء بجامعة نابلس بإيطاليا أن تناول من ثلاث إلى ست حصص غذائية خفض من حاجة العديد من الاشخاص إلى عقاقير الضغط أو أنه قد ألغاها تماماً. وفي الوقت نفسه فإن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم تخفض الإصابة بالسكتات الدماغية إلى حد كبير، أكثر من 40% في بعض الحالات، كما يقول الباحثون في جامعة كاليفورنيا (سان ديجو) وجامعة مدرسة (كامبريدج) للطب في انجلترا. كما يؤكد الباحثون أن موز الجنة يساعد في الحفاظ على قلبك في كامل لياقته وذلك عن طريق الحيلولة دون انسداد الشرايين، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل موز الجنة تمنع كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)من الأكسدة، تلك العملية التي تجعله يلتصق بجدران الشرايين. وقد تكون تلك وسيلة دفاعية جيدة تحمي من الإصابة بتصلب الشرايين وذلك على حد قول الدكتور ديفيد بي يونج أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء بجامعة مركز المسيسبي الطبي في جاكسون.
يقول الدكتور يونج (لقد أثبتت الدراسات العلمية أن التغيرات الصغيرة من شأنها أن تترك تأثيرات كبيرة. ولكنك لا تستطيع مطلقاً تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، خاصة لأن الكثير من أطعمتنا المبالغ في معالجتها عالية بمعدن الصوديوم ومجردة تماماً من البوتاسيوم).
يقال إن كوباً من شرائح موز الجنة المطهو يمد جسم الإنسان بحوالي 19 ملليجراماً من المغنسيوم أو أكثر من 12% من المقدار اليومي. والمغنسيوم هو معدن آخر يساعد كثيراً على ضبط ضغط الدم، وبالأخص لدى الاشخاص المصابين بحساسية من الصوديوم.
ولا يتوقف تأثير موز الجنة على ارتفاع ضغط الدم أو الحد من أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتات الدماغية فقط، بل له تأثيرات مهمة جداً لا تقل أهمية عن التأثيرات السابقة. في الهند يستعمل موز الجنة لعلاج القرح المعدية بالإضافة إلى قمع اضطرابات الهضم مثل عسر الهضم وسوء الامتصاص وامتلاء البطن بالغازات، ويعتبرون موز الجنة هو أفضل علاج للحالات المذكورة.
يقول دكتور روبرت تي. روزين المدير المساعد لمركز تكنولوجيا الغذاء المتطورة في كلية كوك بجامعة روتجرز في نيوبرونزيك في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية (يبدو أن هناك مركباً في موز الجنة يكون بطانة حامية بجدران المعدة. ولكننا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن نعرف بدقة كيف يعمل هذا المركب، وكمية موز الجنة التي تحتاج لتناولها لتحقيق هذا الأثر.
يقول العلماء إن موز الجنة يصنف من بين الأطعمة التي تمد الجسم بجرام من الألياف مقابل أقل سعرات حرارية بالرغم أنه ليس أحد أكثر الأطعمة غنى بالألياف. ولكي تحصل على نحو جرام من الألياف، فأنت بحاجة لتناول 1/10 كوب من شرائح موز الجنة المغلي والمهروس والذي لن يمدك بأكثر من 58 سعراً حرارياً. إن تناول كوب من هذه الفاكهة النشوية سوف تزودك بحوالي 5 جرامات من الألياف أي حوالي 20% من المقدار اليومي. لقد ثبت أن الألياف تخفض نسبة الكوليسترول وتقي من مجموعة من مشكلات الهضم مثل الإمساك والبواسير.
ولا زال موز الجنة يعج بالفوائد فتقول الدراسات إن من أكثر فوائد موز الجنة المقاومة للأمراض أهمية احتوائه على عناصر غذائية تعزز الجهاز المناعي. وهذا يعني أنه يتركك أكثر مقدرة على مكافحة أية أمراض قد تعترض طريقك. لقد وجد أن موز الجنة غني بفيتامين ج (C) حيث وجد أن كوباً من شرائح موز الجنة المطهي يحتوي على حوالي 17 ملليجراماً من فيتامين ج (C)، أي أكثر من 28% من المقدار اليومي الذي تحتاجه، إن فيتامين ج (C) هو أحد أكثر الفيتاميات شهرة بتعزيز المناعة ومقاومة للأمراض ومن أكثر المواد مضاداً للأكسدة. وقيل أن نفس هذا الكوب يمد الجسم كذلك بحوالي 40 ميكروجراماً من حمض الفوليك أو الفولات، 1 و 10% من المقدار اليومي، وكذلك 0.4 ملليجرام من فيتامين ب 6 (B6)، أو 20% من المقدار اليومي، 1و 400 وحدة دولية من فيتامين أ (A) أو 28% من المقدار اليومي للجسم.
فلو نظرنا إلى الفولات لوجدنا أنه يعزز النمو الطبيعي للأنسجة وقد يقي من السرطان والعيوب الخلية وأمراض القلب. أما فيتامين ب6 (B6) فيعتبر ضرورياً للحفاظ على كفاءة الجهاز العصبي وتعزيز المناعة. وفيتامين أ (A) فهو يعزز المناعة كذلك كما يحمي من الإصابة بضعف الرؤية الليلية ومشاكل الرؤية عموماً المرتبطة بالشيخوخة وخاصة تدهور البقعة الشبكية.
هناك كلمة أخيرة حول موز الجنة: موز الجنة الأخضر هو الذي يجب أن تبحث عليه وليس الأصفر أو الناضج نظراً لاحتوائه على الكثير من الأنزيمات العلاجية فكما تعلمون أن الأنزيمات هي من أقوى مضادات الأكسدة.
يباع موز الجنة عادة في الأماكن الكبيرة مثل كارفور أو التميمي ويمكنك طلبه من الخارج.
المصادر:
1) Selene Yeager: The Doctors Book of food Remedies. Firist Edition Rodale press. inc، 1998.
2) Physecians Desk Reference For Herbal Medicines Second Edition، Medical Economics Company، 2002.
المصدر: الرياض