خطأ فادح في إعلان اسم الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم، كان كفيلاً بأن يربك حفل جائزة الأوسكار بأكمله، وأن يسبب الإحراج لإدارة الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصورة المتحركة المسؤولة عن الجائزة،.
والتي عادت مباشرة إلى تصحيح الخطأ، عبر الإعلان عن فوز فيلم «مونلايت» بجائزة أوسكار أفضل فيلم، ليخطفها من الفيلم الموسيقي «لا لا لاند» بعد أن كانت منحت له ليخرج الفيلم من الحفل متوجاً بـ 6 جوائز هي: أفضل مخرج ذهبت لداميان تشازل، وأفضل ممثلة لإيما ستون وأفضل تصوير سينمائي، وموسيقى تصويرية، وأفضل أغنية هي «مدينة النجوم».
لحظات مجنونة
الممثل والمخرج المخضرم وارن بيتي برر ما حدث على منصة الحفل الذي أقيم أول من أمس في لوس انجليس، بقوله «إنه وفاي دوناواي أعلنا الفائز الخطأ لأن المظروف الذي تسلماه حمل بالخطأ اسم إيما ستون الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «لا لا لاند».
حيث جاءت عملية التصحيح بعد اعتلاء طاقم فيلم «لا لا لاند» المنصة لإلقاء كلمات قبول الجائزة، ليفاجئوا بمقاطعة أحد المنتجين لهم، قائلاً إن «الجائزة ذهبت للفيلم الخطأ وإن (مونلايت) هو الفيلم الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم».
ليس خدعة
وفي أول تعليق على الخطأ قال مخرج فيلم «مونلايت» باري جنكينز: الأمر حقيقي، ليس خدعة… أرسل بحبي لـ «لا لا لاند» وللجميع، فيما قالت بطلة فيلم «لا لا لاند» ايما ستون لوسائل الإعلام خلف الكواليس: «هل هذه أكثر لحظات الأوسكار جنوناً على الإطلاق؟ إنه أمر غريب في تاريخ الأوسكار». وتابعت: «أعتقد أن الجميع في حالة ارتباك…
وفرحون أيضا من أجل (مونلايت)الذي قالت إنه«من أفضل الأفلام على الإطلاق». وإلى جانب جائزة أفضل فيلم، تمكن «مونلايت» من اقتناص جائزتي أفضل ممثل مساعد ذهبت للممثل ماهر شالا علي.
وجائزة أفضل سيناريو مقتبس، لتكون جائزة أفضل فيلم أجنبي من نصيب «ذا سيلزمان» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، ليحقق بذلك فوزه الثاني في تاريخ الأوسكار، بعد فيلمه «انفصال»الذي نال الجائزة ذاتها قبل 5 سنوات، وكان فرهادي وبطلة الفيلم قد أعلنا مقاطعتهما لحفل الأوسكار احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بمنع مواطني 7 دول من دخول الأراضي الأميركية.
تحقيق الحلم
في فئة أفضل ممثلة، حققت الأكاديمية الأميركية حلم الممثلة ايما ستون بمنحها الجائزة عن دورها في «لا لا لاند»، لتكون هذه هي أول جائزة اوسكار تحصل عليها ستون في مسيرتها متفوقة بها على ميريل ستريب وناتالي بورتمان، بينما فاز الممثل كيسي أفليك، بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «مانشيستر باي ذا سي».
والذي قال «أتمنى لو كان لدي كلمات أفضل لأقولها…أنا مذهول فحسب أنني من بين الفائزين»، علماً بأن فيلمه «مانشيستر باي ذا سي» خرج أيضاً بأوسكار أفضل سيناريو أصلي.
أفضل مونتاج
ورغم ترشيحه لـ 6 جوائز، إلا أن فيلم «هاكسو ريدج» للمخرج ميل غيبسون اكتفى بحصوله على اثنتين فقط، هما أوسكار أفضل مونتاج، وجائزة أفضل مزج صوتي، بينما اكتفى فيلم «فينسيس» للمخرج والممثل دينزل واشنطن وجائزة أفضل ممثلة مساعدة ذهبت لفيولا ديفيز التي سبق لها الفوز بجائزة «غولدن غلوب» عن الدور نفسه.
بينما فاز فيلم «ارايفل» بجائزة أفضل مكساج صوتي، لتذهب جائزة أفضل مؤثرات بصرية لفيلم «ذا جانغل بوك»، في حين حاز فيلم «زوتوبيا» جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل، وذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير لـ«بيبر».
سخرية
خلال الحفل اتخذ الإعلامي والممثل جيمي كيمل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادة للسخرية، متهكماً على اضطراب المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وحفاظا على طابعه الخاص في تقديم البرنامج الذي يجمع فيه بين جمود الوجه والنبرة التهكمية، كانت تعليقات كيمل الاجتماعية حادة، ولكنها اتسمت بضبط النفس.
قال كيمل متعجبا عقب ظهوره على خشبة المسرح: «هذا البث يشاهده الآن على الهواء ملايين الأميركيين وفي مختلف أنحاء العالم في أكثر من 225 دولة تكرهنا الآن.
أعتقد أن هذا شيء مذهل.» وتوجه كيمل بإشادة متعمدة وغير مباشرة بنجمة السينما ميريل ستريب المرشحة الدائمة لجوائز الأوسكار التي دفع تنديدها الحاد بترامب خلال حفل جوائز غولدن غلوب إلى إطلاق تغريدة غاضبة على تويتر وصفها فيها بأنها «واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود.»
الخوذ البيضاء أفضل وثائقي قصير
في خطوة لافته، كافأت الأكاديمية جهود الدفاع المدني الناشط في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، بمنحها الفيلم السوري «الخوذ البيضاء» (ذي وايت هلمتس) بجائزة أوسكار افضل فيلم وثائقي قصير، والذي يتناول عمل المنظمة المحفوف بالمخاطر سعيا لإنقاذ المدنيين من ضحايا النزاع في سوريا.
وقد جاء الإعلان عن الجائزة في ظل غياب أي تمثيل للمنظمة في الحفل، لأسباب ترتبط بضغط العمل، في ظل تصعيد القصف في سوريا ونتيجة عدم صلاحية جواز سفر أحد مصوريها، حيث تلا مخرج الفيلم اورلاندو فون اينسيدل، كلمة قصيرة لرئيس «الخوذ البيضاء» رائد صالح.
المصدر: البيان