صورة واحدة يمكن أن تحرق جهد سنوات طوال من حملات «العلاقات العامة» ذات التكلفة العالية. هذا بالضبط ما أحدثته صورة استقبال اللاعب الأرجنتيني الشهير «ميسي» في مطار الرياض قبل أيام. صورة اللاعب الأرجنتيني «ميسي» مع رجل الأمن السعودي «طلال» وبينهما الرشاش طغت على صفحات الرياضة في صحف عالمية كبرى.
الناس تسأل: ما الحاجة للرشاش في صالة المطار؟ أحدهم يعلق ساخراً: إذا كانت مرافقة ميسي في المطار تتطلب رشاشا فهل تتطلب فرقة مدرعات في الشارع؟ أنا لا ألقي اللوم على رجال الأمن -حاملي الرشاشات- في المطار. لكنني ألوم الجهات المنظمة لعدم اهتمامها بتفاصيل الاستقبال. الصورة -كما يقال- تغني أحياناً عن ألف كلمة. وهاهي صورة ميسي والرشاش تطوف الدنيا كلها وبسببها يتندر علينا العالم ويسخر. أم أن التنسيق بين رعاية الشباب والأجهزة الأمنية معدوم؟
كنت أتوقع من مسؤولي رعاية الشباب، وهم أكثر من يعرف أهمية وجود المنتخب الأرجنتيني في الرياض إعلامياً، وعياً بأهمية أدق التفاصيل عند استقبال الفريق الأرجنتيني وخلال إقامته. ليتنا فقط أضعنا فرصة «إعلامية» ثمينة، ولكننا صنعنا «فضيحة» إعلامية ونحن، بالرشاشات، نستقبل «نجوما» عالميين يتابعهم الصغار والكبار في شرق الدنيا وغربها!
إن التنسيق بين كل الجهات المعنية بحدث مهم كهذا مسألة أساسية وضرورية ليس فقط لإنجاح المهمة ولكن أيضاً لاستثمارها إعلامياً الاستثمار الصحيح. أما أن نترك مناسبات مهمة تسير «بالبركة» فالنتيجة غالباً تأتي ضدنا. فإن كنا لا نجيد استقبال منتخب رياضي فيه نجوم عالميون فكيف لنا أن نتعامل مع مناسابات عالمية أضخم؟ وإلى متى نهدر فرصاً إعلامية «عالمية» مهمة كان يمكن أن نصنع منها أغلى فرصة «علاقات عامة» على طول السنة؟ أم أن الحق عليك يا طلال؟
المصدر: صحيفة الشرق