ميليشيا الحوثي وصالح تصعّـد بـاتجاه الجنوب.. وقوات الشرعية تصدّ هجوماً على «الخنجر»

أخبار

تصاعدت العمليات العسكرية في جبهات اليمن المختلفة، في ظل استمرار ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بخروقاتها، واستهدافها مواقع الجيش والمقاومة والأحياء السكنية في جبهات عدة، فيما عاودت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية ضد مواقع الميليشيا بشكل مكثف، بعد توقف دائم لأسابيع، تنفيذاً للتهدئة ووقف إطلاق النار المعلن من قبل التحالف والشرعية، لإفساح المجال أمام مشاورات الكويت، الذي لم تلتزم به الميليشيا.

وشنّت مقاتلات التحالف، أمس، ضربات جديدة على مواقع ميليشيا الانقلاب، مستهدفة بأربع غارات جوية معسكر الدفاع الجوي بمطار الحديدة غرب اليمن، كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيا في غرب محافظة مأرب، وحلّقت بشكل مكثف في سماء العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وحجة والجوف ومأرب وتعز والحديدة وعمران.

في الأثناء، استمرت المعارك الطاحنة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين قوات الجيش والمقاومة من جهة، والميليشيا من جهة ثانية، في جبهات عدة في اليمن، كان أهمها اشتعال المعارك في عقبة ثرة الواقعة بين مديريتي لودر ومكيراس، التابعتين لمحافظتي ابين والبيضاء عند الحدود الشطرية السابقة، والتي كانت الميليشيا دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى تلك المنطقة ومناطق محاذية للمحافظات الجنوبية المحررة خلال الأيام القليلة الماضية.

وكانت الميليشيا دفعت بتعزيزات ضخمة إلى مناطق محاذية لمحافظات جنوبية مثل مناطق عقبة ثرة ومكيراس في البيضاء، وكرش والوازعية والصبيحة بين لحج وتعز، وعسيلان وبيحان في شبوة، بعد قيامها بعملية تعبئة لأنصارها في المناطق التي تسيطر عليها.

وفي محافظة تعز، أصيب 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال، بهجمات وقصف شنته ميليشيا الانقلاب على مواقع وأحياء في المحافظة، في حين تجددت المواجهات بين الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيا الانقلاب من جهة أخرى، في منطقة الصراري في مديرية صبر الموادم، لتمتد المواجهات إلى جبهة الشقب جنوب المدينة.

وذكر قائد معركة المسراخ في صبر، الرائد محمد عبدالرحمن، لـ«الإمارات اليوم»، أن ميليشيا الانقلاب دفعت بتعزيزات في إطار إعادة تموضعها وانتشارها إلى مناطق متفرقة في محيط مديريات صبر ذات الأهمية الاستراتيجية، خصوصاً الشقب والموادم، حيث يمر في الأولى طريق يربط تعز بالجنوب، والأخرى تقود الميليشيا إلى معسكر «العروس» في أسفل جبل صبر القريب من قلعة القاهرة ووادي الدحي، حيث تسعى الميليشيا للسيطرة عليه، لإعادة فرض الحصار الخانق على بقية أحياء المدينة.

وأشار عبدالرحمن إلى أن قوات الجيش والمقاومة مستعدة لخوض معارك دامية للحفاظ على مواقعها في تلك المناطق، رغم قلة الإمكانات التي لا تقارن بما دفعت به تلك الميليشيا من أسلحة ثقيلة إلى تلك الجبهات أخيراً، مستغلة الهدنة ووقف إطلاق النار، مؤكداً أن قوات الجيش والمقاومة أفشلت هجوم الميليشيا على الشقب والموادم، وأجبرتها على التراجع نحو دمنة خدير، التي تتمركز فيها بشكل كبير، وقامت بقصف مناطق صبر بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا.

وفي الجبهة الغربية لتعز، واصلت الميليشيا الانقلابية قصفها موقع اللواء 35 مدرع في المطار القديم، والدفاع الجوي المجاور له، بهدف إضعافه استعداداً لاقتحامه، خصوصاً أنها عززت مواقعها في حذران ومصنع السمن والصابون ومفرق شرعب وشارع الثلاثين بالدبابات والمصفحات العسكرية، وهي مواقع محيطة باللواء من الجهتين الشمالية والغربية.

وفيما واصلت عملياتها العسكرية في المناطق الشرقية للمدينة وجبهة الضباب في الغرب، شدّدت الميليشيا حصارها على المدينة، وأغلقت جميع المنافذ إليها بشكل كامل، رافضة بشكل قاطع الالتزام بالاتفاقات المحلية مع لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار الخاصة بفتح المعابر والطرق المؤدية إلى وسط المدينة. وفي محافظة الضالع، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم شنته ميليشيا الانقلاب على منطقة مري بمديرية قعطبة شمال المحافظة، حيث قتل وأصيب العشرات من عناصر الميليشيا، إلى جانب تدمير أطقم عسكرية تابعة لها.

وذكرت مصادر محلية في المنطقة أن الميليشيا حاولت التقدم والتسلل إلى مناطق جديدة في محيط مديرية قعطبة شمال الضالع، إلا أن قوات الجيش والمقاومة تصدت لها وأجبرتها على التراجع، بعد معارك طاحنة دارت بين الجانبين، وأشارت إلى أن الميليشيا نفذت هجوماً آخر على منطقة يعيس في محيط مريس، بالتزامن مع الهجوم على قعطبة، في محاولة منها لإرباك الجيش والمقاومة، إلا أنها فشلت في التقدم أو تحقيق انتصار، بفضل صمود قوات الجيش والمقاومة في الدفاع عن مواقعها.

وفي محافظة الجوف، صدّت قوات الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً ومباغتاً نفذته ميليشيا الانقلاب على معسكر «الخنجر» الاستراتيجي بمديرية خب والشعف كبرى مديريات الجوف.

وذكر الناطق باسم مقاومة الجوف عبدالله الأشرف لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من إفشال محاولة اقتحام معسكر «الخنجر» من قبل الميليشيا، التي شنت هجوماً واسعاً بعد وصول تعزيزات ضخمة لها من جهة برط العنان على المعسكر، في محاولة لاقتحامه من جهتي الغرب والجنوب، لكن قوات الجيش والمقاومة المرابطة في المعسكر المتمثل في لواء النصر أفشلت الهجوم وتصدت للميليشيا وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

وأشار الأشرف إلى أن الميليشيا صعّدت من عملياتها العسكرية خلال اليومين الماضيين في الجوف، واستهدفت مختلف الجبهات بقصف صاروخي ومدفعي، وحاولت التقدم نحو مواقع الجيش والمقاومة في مديريات المتون والغيل والمصلوب وفي منطقة صبرين، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، رغم حشودها وتعزيزاتها الأخيرة.

وأكد الأشرف أن المرحلة الراهنة مرحلة الحسم العسكري، الذي يعد الحل الوحيد لإنهاء الانقلاب وإنهاء وجود الميليشيا، التي لا تعرف الالتزامات ولا التهدئة، مشيراً إلى أنهم مازالوا في طور التصدي، وملتزمين بالتهدئة ووقف إطلاق النار، ومنتظرين التوجيهات العسكرية للانقضاض على المتمردين، وإنهاء وجودهم في الجوف وغيرها.

وفي محافظة مأرب، أكد القيادي في المقاومة الشيخ أحمد العقيلي، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم في المقاومة والجيش باتوا على استعداد كامل لمرحلة ما بعد مشاورات الكويت في حالتي «السلم أو الحرب»، وباتوا جاهزين لكل الخيارات التي تتطلبها المرحلة، مشيراً إلى أن جبهات القتال في المحافظة شهدت تصعيداً لافتاً من قبل الميليشيا، والتزاماً كبيراً من قبل الشرعية، وهي رسالة موجهة للعالم بمدى قدرة الشرعية اليمنية على التحكم والسيطرة والالتزام بالمعاهدات والاتفاقات، في حين أن الميليشيا تواصل عبثها بأرواح المواطنين، وتواصل خروقاتها المستمرة للاتفاقات والعهود.

المصدر: الإمارات اليوم