قال الدكتور نادر صعب الأخصائي في الجراحة التجميلية، إن «جائحة كورونا أثرت في تعاطي الناس مع مفهوم التجميل، إذ كانوا يتبعون عادات في المحافظة على البشرة والنضارة ورونقها، ولكن في ظل الجائحة والتعب النفسي، وما رافقه من مشكلات نفسية سببت ارتفاع الكورتيزول، الذي يؤثر سلباً في البشرة، ظهرت مشكلات أخرى مع (كورونا)، بالإضافة الى أن تناول الكثير من الأطعمة، وانعدام ممارسة الرياضة، بسبب الحجر، أثرا كثيراً في صحة البشرة، ولهذا فإن فترة ما بعد (كورونا) حملت الكثير من التهافت من الناس على حقن النضارة أو البوتوكس».
وأضاف صعب في حديث لـ«الإمارات اليوم»، أن الجائحة تركت أثرها على جميع مجالات الحياة والقطاعات الاقتصادية، بما في ذلك مجال التجميل. وتحدث صعب عن الآثار التي تركتها هذه الجائحة على تعاطي الناس مع التجميل، خصوصاً في مرحلة العودة بعد فك الحجر الصحي، لافتاً الى انه مازال هناك إقبال كبير من الناس على التجميل، مع الإشارة الى بروز متطلبات جديدة في عالم التجميل، ومنها تجميل الأذن التي جاءت بسبب كثرة الارتداء الخاطئ للكمامة الطبية، فيما ظلت العلاجات الأخرى محافظة على جذبها للناس.
ويرى أخصائي الجراحة التجميلية أن «الحفاظ على الجمال الطبيعي مهم جداً، فاللجوء إلى حقن البوتوكس من أجل منح البشرة النضارة مهم جداً، الى جانب حقن الكافيار والذهب التي تمنح البشرة رونقاً، بعد تعرضها للجفاف الذي يتضاعف مع المكيفات الهوائية أو الشمس أو عدم شرب كميات كافية من الماء، الى جانب التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة، والتي تؤثر في مستويات الاستروجين».
واعتبر صعب أن اللجوء الى جراح التجميل لا يجب أن يكون بهدف المبالغة بالأحجام المنتفخة، معتبراً أن الجميلات بحاجة للمحافظة على بشرتهن، كي تكبر المرأة بالسن بشكل متألق وراقٍ.
العلاجات التجميلية
مجموعة من الإجراءات يتم الأخذ بها خلال العلاجات التجميلية في ظل «كورونا»، إذ أكد صعب أن الخضوع لجراحة تجميلية يتطلب الالتزام بالكثير من الاحتياطات اللازمة، لاسيما من جهة الطبيب، ومنها التأكد من درجة الحرارة وفحص الـ«بي سي آر» قبل العملية، لاسيما أنه لابد من الالتزام بكل السبل للحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان.
وعن الإجراءات الجديدة في عالم التجميل، أشار صعب الى أخطاء في ارتداء الكمامات الطبية ووجود تصاميم لا تناسب كل الوجوه، ما يؤدي الى بروز أذن الوطواط، اذ يواجه البعض ارتخاء في العضل خلف الأذن، ويمكن علاجها عبر عملية بسيطة باستخدام الليزر خلف الأذن، وذلك كي يتمتع الإنسان بشكل طبيعي. كما ارتفع الطلب على شفط الدهون، فعدد كبير من الناس خضعوا لهذه العملية بسبب زيادة الوزن، موضحاً أنه يتم اجراؤها باستخدام الليزر الذي يذيب الدهون المتراكمة التي يصعب التخلص منها حتى مع الرياضة والحميات، وبعدها يتم حقن جي بلازما لشد الجلد. ولفت صعب الى أن الشفط من أولى الجراحات التجميلية، وقد تطور الى استخدام تقنية الليزر بالظهور، والتي تؤدي الى إرسال موجات حرارية لتذويب الدهون وصقل البشرة في الوقت عينه.
التصالح مع الذات
لاشك أن ارتداء الكمامة بدّل كثيراً من شكل الحياة والتجميل، ولكن للمرأة التي تهتم بنفسها لم يبدّل ارتداء الكمامة من عنايتها بوجهها، وأشار صعب الى أن التجميل يجب ان يكون عند إحساس المرأة بالحاجة الى التعديل والتجميل، فالتجميل الجسدي يأتي من التصالح مع الذات، وأن سر عمليات التجميل الجراحية هو من انعكاسها إيجاباً على نفسية الإنسان، فعمليات التجميل التي تنفذ بهدف تغيير شكل الوجه غالباً ما تفشل وتقوم بتحويله للأسوأ، موضحاً أن عمله الأساسي هو الحفاظ على الصورة التي خلقها الله، وليس التعديل والتحسين عليها، لأن التجميل يجب أن يتم بحكمة دون الدخول في أتون التشويه، مع القدرة على الحفاظ على الشكل الطبيعي أو استعادته فوراً.
حقن الشفاه
أما السن التي تعتبر فيها الإجراءات التجميلية أساسية، فهي تعتمد على البشرة عند المرأة التي تتعب مع فقدان الاستروجين، مشيراً الى أن الإنسان يجب ان يلجأ الى حقن الشفاه مع احترام الشكل الطبيعي للشفاه، فكبار السن يفقدون حجم الشفاه، ولهذا لابد مع التقدم بالعمر من حقنها قليلاً، كي يتحلى المرء بشكل مريح. ونصح بضرورة استخدام الأدوية أو الكريمات التي تعمل على تغذية البشرة بالكولاجين، معتبراً أن تحسين نسبة الكولاجين بالوجه مهم للنضارة ومقاومة الشيخوخة. وأكد صعب أنه لابد من اختيار جراح التجميل الملائم للحصول على النتائج اللائقة، وعدم المبالغة، وخصوصا التأكد من استخدامه لمواد قابلة للتذويب، والتقيد بإرشادات تجنب الخطأ في التجميل والتشويه.
الموضة في التجميل
لم ينفِ الدكتور نادر صعب بروز أنواع من الموضة في التجميل، مشيراً الى أنه كطبيب يعمل بشكل أساسي على إيجاد التوازن في الشكل، وطارحاً المثل بتحديد الذقن كإجراء تجميلي للوجه، والذي كان يقدمه منذ مدة طويلة وقبل أن يصبح موضة، لأن بروز الذقن يغني عن إجراء جراحة لشد الوجه. ولفت الى أن السوق التجميلية في دبي متميزة بوجود أبرز الأسماء وأحدث التقنيات، وأن دبي التي يعيش فيها الكثير من الجنسيات، سهّلت للكثيرين العيش بالأمن والأمان، وهذا ما يفتقده المرء في أماكن أخرى.
شكراً للإمارات
عزّز الدكتور نادر صعب وجوده في دبي بعد الأزمة في لبنان، وحصل على الإقامة الذهبية، وقال في هذا الصدد: «أحزن على لبنان وما يحدث فيه، وأشكر دولة الإمارات حكومة وشعباً على استقبالهم لي وعلى فتح الأبواب لنا، فهذا البلد يستحق أن يعيش فيه الناس، فهو بلد أمن وأمان. وأشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على منحي الإقامة الذهبية لي ولأسرتي».
المصدر: الامارات اليوم