“ناقصات عقل ودين” لطالما سمعت هذه الجملة المقتبسة من حديث نبوي شريف وكم كنت اسأل نفسي ترى ما تعني حتى قرأت وتعلمت معناها وبأي سياق تاريخي وردت قبل أكثر من ألف وأربعمة سنة . اليوم وفي عام ألفين واثنين بت احس أن لهذا الحديث تتمة. لا أعني أنه ناقص أو غابت عنه تلك الحقيقة لكن نساء اليوم ينقصهن أكثر مما ورد فيها على ما يبدو. وما يدفعني لقول ذلك هو الجواب المتكرر الذي اسمعه من كل فتاة تدافع عن حقها في العمل ألا وهو ” لتحقيق ذاتي”.
من علمهن، من كذب عليهن وقال “إنكن ناقصات ذوات وبحاجة لما يكمل ذواتكن”. كم كبيرة تلك الكذبة و كم مؤؤسف تصديقها. لم أسمع رجل يوما يقول أنا أعمل كي أحقق ذاتي ، دائما ما تكون أسبابهم واضحة ، منطقية، كجلب المال و تحمل عبء الحياة وغيرها من المسؤوليات. لم لا نكون ،نحن النساء، أكثر ثقة بأنفسنا وبكمال ذواتنا ، ونكتفي بحقيقة نقصان العقل والدين، لحكمة أرداها الله سبحانه.
السبب يعود لهذا المجتمع الكبير ، الدائرة التي تحيط عقل المرأة وتحاصرها بمجموعة من الأفكار والقناعات التي تكفل بقائها خاضعة مع شعور ملازم بالنقص أمام شقيقها الرجل لأنها اذا تحررت من التبعية ستشكل كارثة لها نتائج جمة لخصها لي زميل أفهم أسباب تفكيره على هذا النحو حيث قال لي” اذا خرجت المرأة من المنزل ستنافس الرجل بكل الميادين وهذا يعني خراب المجتمع كما حدث في الدول الغربية”. أ حقا هذا ما حصل ؟ أسأله ولا أنتظر الإجابة لأنه هذا الفكر موروث من الأجداد وقد يكون من قال تلك الجملة رجل تحت التراب الأن.
لا بأس، لا أحب تجريد المراة من مسؤولية حمل تلك القناعات” ناقصات ذوات. عزيزتي المراة تيقني أن لا شيء ينقصك إلا ما أخذه الله منك لحكمة هو أرادها. لا تصدقي كذبة ” أريد أن أحقق ذاتي”، إنه لأهون علي أن تقولي إنني أعمل لملىء الفراغ على أن تقولي لأحقق ذاتي. التحرر من تلك الفكرة سيجعلك أكثر ثقة بنفسك واحتراما لها.