مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
لا شك في أن الثورة التقنية، التي أنتجت الكثير من وسائل الاتصال والتواصل الفائقة الحداثة والسرعة والتطور، قد شكّلت بين الناس حالة تجاذب حادة، وتبايناً في المواقف والتقييم، فهناك من ينظر إليها بتقدير عالٍ، ومن زاوية إيجابية بحتة، وهناك من يراها شراً بحتاً يتعوذ منه، ويرجو الله أن يزول سريعاً، كما هبطت على الناس بهذه السرعة المفاجئة وسيطرت على اهتماماتهم، وبلا شك فإنه يوجد دائماً ذلك الفريق الوسطي الذي يؤمن بأنه ليس هناك شر بحت ولا خير مطلق، وأن الإنسان مسيّر ومخيّر أيضاً، وله من العقل والبصر والبصيرة ما يؤهله للنظر والتفكر واختيار الصالح وترك الطالح، ما لم يكن صغيراً أو غير راشد ممن يجب نصحه وإرشاده.
في وسائل التواصل الحديثة التي أتاحتها الثورة التكنولوجية ما عبر بنا إلى أعماق الزمن وأعماق المجتمع وأعماق البشر، فاكتشفنا وعرفنا في زمن قصير ما عجزنا عن معرفته في أزمنة طويلة، والأمر ينطبق على مواقع التواصل أو ما صار معروفاً في الإعلام الرقمي الجديد مثل: »تويتر« و»فيسبوك« و»إنستغرام« و»سناب شات«.
ما يعرفه الجميع اليوم أن تطبيق »سناب شات« مثلاً أصبح التطبيق الأكثر شهرة وتداولاً بين الجميع، فقد أتاح لكثيرين وكثيرات أن يتصدروا المشهد الاجتماعي، ويلمعوا كنجوم مطلوبين وبعدد هائل من المعجبين، وكل في مجاله (نتحدث عن التجارب الجيدة والمتميزة)، فنجوم الـ»سناب شات« لا يقلون شهرة عن نجوم الفن والكرة وعروض الأزياء ومقدمي البرامج الدينية والحوارية الشهيرة، وفي ظني أن نجمة الإعلام الأميركية أوبرا وينفري كانت ستوفر سنوات من الجهد والتعب لتصل إلى ما وصلت إليه من نجومية وشهرة وثراء وجماهيرية لو أنها انطلقت عن طريق الـ»سناب شات«، ولو أن هذا التطبيق كان متاحاً في ذلك الوقت الذي انطلقت فيه!
أتابع قصص ونجوم هذا التطبيق عن طريق أفراد عائلتي، وأجد أن هامش الحرية المتاح يسمح بنوع من الطروحات المهمة والسلسة، كما أعتقد بأن على مسؤولي القنوات الفضائية عندنا أن يتوقفوا عن استيراد مقدمي برامج من الخارج، فلدينا نجوم إماراتيون جاهزون لديهم كل مقومات النجومية (خفة الظل، والقبول الشخصي أو ما يعرف بالكاريزما الشخصية، والتلقائية، وغيرها من المؤهلات).
بقليل من التدريب يمكننا إطلاق هؤلاء النجوم الإماراتيين في عالم التقديم والإعلام التلفزيوني بجميع أشكاله واختصاصاته السياسية والثقافية والاجتماعية والفنية، دون حاجة إلى أي أعذار مما كان يتعذر به مسؤولو القنوات سابقاً!
المصدر: البيان